لقد قدّم الابن طاعة كاملة للآب وفي ذلك كتب معلمنا بولس الرسول:
"مَعَ كَوْنِهِ ابْنًا تَعَلَّمَ الطَّاعَةَ مِمَّا تَأَلَّمَ بِهِ" (عب5: 8) أي مع كونه ابنًا بالطبيعة أي له نفس طبيعة الآب "الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلًا لِلَّهِ. لَكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ. وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ" (في 2: 6-8). أي أنه تعلّم أي مارس الطاعة حينما تجسد مما تألم به مطوّعًا طبيعتنا في شخصه للإرادة الإلهية.
هذه الطاعة لم يقدّمها الإنسان يسوع المسيح كما يدّعى النساطرة لكن قدّمها أقنوم الابن نفسه بحسب ناسوته للآب. وبها قدّم نفسه ذبيحة للآب عن خلاص جنسنا.
الابن يرى الآب، ويعرف الآب، ويتحدث مع الآب، ويتداول معه فيما يخص تدبير الخلاص للبشر، وله حرية إرادة بحسب التدبير الثالوثي في أن يخلى نفسه ويأخذ صورة العبد، وفي أن يقدّم ذبيحته للآب.
ونحن نقول في التسبحة "لأنه بإرادته ومسرة أبيه والروح القدس أتى وخلصنا" (ثيئوطوكية الثلاثاء) أي أن الخلاص هو بإرادة ثالوثية.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
الحب بين الأقانيم هو متبادل ويتحقق بين الآب والابن، وبين الابن والروح القدس، وبين الروح القدس والآب. أي من الآب إلى الابن إلى الروح القدس إلى الآب ومن الروح القدس إلى الابن إلى الآب إلى الروح القدس.
حتى في علاقة الله مع الخليقة الحب هو من الآب بالابن في الروح القدس. ومحبة الخليقة هي في الروح القدس بالابن إلى الآب. وذلك حينما تستجيب الخليقة لمحبة الله التي يسكبها فيها الروح القدس. ولكن محبة الخليقة لله لا تتساوى مع محبة الله للخليقة.
ولكن المحبة بين الأقانيم الثلاثة متساوية ويوجد إتزان ديناميكى في الثالوث. مع ملاحظة أن الجوهر الإلهي لا يمكن أن يوصف بأنه في حالة جمود إستاتيكى كما تصور نسطوريوس في وصف رفضه لاتحاد الجوهر الإلهي بالجوهر البشري في المسيح معتبرًا أن الناسوت سيجزئ اللاهوت إذا اتحد به.
فقد كتب نسطور في الحرم الثاني من الاثني عشر حرمًا المضادة لحروم القديس كيرلس ما يلي:
"إذا أكد أحد أنه، في اتحاد اللوغوس مع الجسد، تحرك الجوهر الإلهي من مكان لآخر؛ أو قال أن الجسد قابل لإستقبال الطبيعة الإلهية، وأنها اتحدت جزئيًا مع الجسد؛ أو نسب للجسد، بسبب قبوله لله، إمتدادًا نحو اللانهائى والغير محدود، ويقول أن الله والإنسان لهما نفس الطبيعة الواحدة، فليكن محرومًا."
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-bishoy/theosis-energy-grace/obedience.html
تقصير الرابط:
tak.la/bj27pkt