عندما تقرأ في الكتاب المقدس، ستجد بعض الأمور وكأنك تعلَمها من قبل، لدرجة أن الأشياء التي تفرح بها جدًا هي التي تشعر وأنت تقرأها أنها تعبّر عن مشاعرك الداخلية، بمعنى أنه حينما تقرأ في الإنجيل أو في الكتب المقدسة سواء كان في العهد القديم أو العهد الجديد، ستجد وكأنك كنت تعلم بالمكتوب من قبل أن تقرأه، تشعر بأن الروح يتكلم في قلبك ويقول هذا الكلام من قبل، فأصبح المكتوب على الورق يعبّر عن المكتوب في داخلك. والتعليم الذي تسمعه يتوافق وينسجم في تناغم مع التعليم الذي تسمعه من الروح القدس في داخل قلبك.
ولكن كيف للإنسان الذي ينشغل بأمور العالم أن يسمع صوت الله؟! وكيف يتكلم الروح بأسرار ملكوت السموات في قلب الإنسان الذي ينشغل بالجسدانيات وبالماديات؟! فليست المشكلة أن الروح القدس قاصر على تعليمنا أو التكلم في قلوبنا، ولكن المشكلة أننا نصم أذاننا وأسماعنا عن الحق ونستمع إلى الباطل، وننشغل به ولذلك يقول الكتاب "لاَ تُحْزِنُوا رُوحَ اللهِ الْقُدُّوسَ الَّذِي بِهِ خُتِمْتُمْ لِيَوْمِ الْفِدَاءِ" (أف4: 30) وأيضًا "لاَ تُطْفِئُوا الرُّوحَ، لاَ تَحْتَقِرُوا النُّبُوَّاتِ" (1تس5: 19، 20).
الروح القدس مستعد أن يشعل الكنيسة بالنار الإلهية وأن يتكلم بأسرار كثيرة جدًا ويتكلم بأمور آتية؛ كما قال: "أَنِّي أَسْكُبُ مِنْ رُوحِي عَلَى كُلِّ بَشَرٍ فَيَتَنَبَّأُ بَنُوكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَيَرَى شَبَابُكُمْ رُؤىً وَيَحْلُمُ شُيُوخُكُمْ أَحْلاَمًا وَعَلَى عَبِيدِي أَيْضًا وَإِمَائِي أَسْكُبُ مِنْ رُوحِي فِي تِلْكَ الأَيَّامِ فَيَتَنَبَّأُونَ" (أع2: 17، 18). فالله في كل زمان مستعد أن يعطى رؤى وأحلام وإعلانات ونبوات وأن يتكلم بالروح بأسرار في قلوب المؤمنين وتكون جماعة المؤمنين مشتعلة بنار الروح القدس؛ مثلما حل على هيئة نار في يوم الخمسين -ولكن لن نراه كنار منظورة مرة أخرى ولكنه كالنار في قلوب المؤمنين- ولكن ينبغي من الحذر من المواهب المزيفة التي يدّعيها البعض خارج الكنيسة الجامعة الرسولية وهم لا يعترفون بأسرارها المقدسة، أو يندسون في وسط جماعة المؤمنين مفتعلين المواهب الخارقة دون الحصول على شهادة الكنيسة المؤتمنة على حفظ الإيمان المستقيم.
الإنسان المسيحي الحقيقي هو الذي يتكلم روح الله في داخل قلبه، ليس من الضروري أن يتكلم في داخل قلبه ويقول له أحداث مستقبلية، لأنه يوجد أشياء أخرى أهم من ذلك، فروح الله يرشده ويتكلم على لسانه بكلام معين، ويمنعه من فعل أشياء معينة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. فالإنسان الذي يشعر أن الروح القدس يقوده في الداخل، هو الإنسان الذي يشهد له الروح أنه مولود من الله "اَلرُّوحُ نَفْسُهُ أَيْضًا يَشْهَدُ لأَرْوَاحِنَا أَنَّنَا أَوْلاَدُ اللهِ" (رو8: 16).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-bishoy/resurrection-lights/spirit.html
تقصير الرابط:
tak.la/4p7hstr