St-Takla.org  >   books  >   anba-bishoy  >   monastic
 
St-Takla.org  >   books  >   anba-bishoy  >   monastic

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب عظات رهبانية - الأنبا بيشوي

10- أسئلة أجاب عليها نيافة الأنبا بيشوي بعد محاضرة الراهب والعلاقات الرهبانية(1)

 

سؤال: المحبة تصدق كل شيء... ما تفسير ذلك وكيفية تطبيقه؟
 سؤال: كيف ينجو الإنسان من تبرير ذاته لكي يشعر بالندم ويحاول الاعتذار؟
 سؤال: كيف أقتنى المحبة لكي أتخلى عن الحسد؟
 سؤال: نريد أن نتعلم كيف لا نحقد أو نكره عندما نختلف؟
 سؤال: توجد فجوة كبيرة بين جيل الآباء الشيوخ القديسين وبين الأجيال الجديدة، كيف يتم التواصل بين الجيلين؟

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

سؤال: المحبة تصدق كل شيء... ما تفسير ذلك وكيفية تطبيقه؟

الإجابة: حينما أحب شخصًا، فإذا قال لي مثلًا: {أنا لم أقصد أن أضايقك في هذا الموضوع} فبدلا ًمن أن أفكر أنه يقول ذلك لكن الحقيقة أنه يقصد، مفروض أن أصدق أنه لم يكن يقصد؛ لأني أحبه، وحتى لو أنا صدقته وهو لم يكن صادقًا في كلامه؛ فربما عندما يجدني قد صدقته يحاول هو أن يثبت أنه كان صادقًا، لأنه سيخجل عندما يجدني قد صدقته وهو لم يكن صادقًا.

لكن لا تصدق كل شيء لدرجة أن كل شخص يأتي إليك بخبر تصدقه، ستصبح حينئذ مثل كرة يلعبون بها في الدير، أي أنها تحتاج إلى حكمة في التطبيق، فهو يقصد بها أن تكون في إطار معنى "المحبة لا تظن السوء".

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

 سؤال: كيف ينجو الإنسان من تبرير ذاته لكي يشعر بالندم ويحاول الاعتذار؟

الإجابة: إذا قال الإنسان: {إن اللَّه لن يحاسبني عن أخطاء الآخرين بل عن أخطائي أنا}، سيقول في داخله لو بررت نفسي سأدان، أما لو لُمت نفسي فسأتبرر، فدائمًا يحاول أن يبحث عن الجزئية الملوم هو فيها، ويتناسى أخطاء الآخرين.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: Two Coptic Orthodox monks praying the Holy daily Midnight Praise (El-Tasbeha) - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, Johannesburg, South Africa, 2007. صورة في موقع الأنبا تكلا: راهبان أقباط أرثوذكس (رهبان) يصليان صلاة تسبحة نصف الليل، التسبحة - تصوير مايكل غالي لـ: موقع الأنبا تكلا هيمانوت، جوهانسبرج، جنوب أفريقيا، 2007 م.

St-Takla.org Image: Two Coptic Orthodox monks praying the Holy daily Midnight Praise (El-Tasbeha) - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, Johannesburg, South Africa, 2007.

صورة في موقع الأنبا تكلا: راهبان أقباط أرثوذكس (رهبان) يصليان صلاة تسبحة نصف الليل، التسبحة - تصوير مايكل غالي لـ: موقع الأنبا تكلا هيمانوت، جوهانسبرج، جنوب أفريقيا، 2007 م.

 سؤال: كيف أقتنى المحبة لكي أتخلى عن الحسد؟

الإجابة: المحبة هي إحدى ثمار الروح القدس الموجودة في (غل5 :22، 23) تسع ثمار، المحبة هي الأولى فيهم، فالمحبة عطية وثمرة من الروح القدس فلكي تقتنيها تحتاج إلى أمرين:

1-تحتاج أن تصلي بحرارة من أجل اقتناء هذه الثمرة.

2-أن تجاهد وتأخذ تداريبًا روحية من أجل اقتناء المحبة.

فعندما تكون أمينًا في القليل تؤتمن على الكثير، مثلًا المحبة تحتمل كل شيء، فتقول في نفسك سأمارس الاحتمال كي أقتني المحبة، وحينما تمارس الاحتمال ولو قليلًا، سيراك الروح القدس تجاهد وتستحق أن تأخذ قدرًا من الامتلاء الذي يساعدك في أن تتزايد في المحبة، أي عندما تحتمل ستمتلئ، وعندما تمتلئ ستحتمل، فأنت أخذت النعمة ويجب أن تتاجر فيها، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.. أخذت فضيلة الاحتمال، فتبدأ تتاجر فيها وعندئذ تتزايد في الفضيلة، قد تتساءل: {هل أبدأ بالمحبة لكي أحتمل؟ أم أبدأ بالاحتمال لكي أحب؟} سأقول لك: صلى، وتدرج وتاجر في الوزنة، فبالتأكيد لديك قدرًا من الاحتمال ولو قليل فتاجر به وستربح، وحينما تربح ستزداد في الفضيلة.

مثلًا الحسد: العمل الجواني له دور كبير جدًا في مقاومة الحسد، فمثلًا شخص رُسِم قسًا أو أسقفًا، وجاء إليه شخص آخر ليسلم عليه فلم يُقَبِّل يده، كيف يحل هذا الأمر من داخله؟! ممكن أن يقول في نفسه: {أنا لما رُسمت قسًا لم أكن أريد ذلك، ولما أصبحت أسقفًا كنت حزينًا، فلأعتبر نفسي لم أُرسم}، أو أب كاهن تخطوا دوره أو تجاهلوه في الصلاة أثناء القداس وقد يسبب له ذلك حرجًا أمام الموجودين، (وقد يقصد رئيس الدير ذلك ليعلمه فضائل رهبانية) فممكن أيضًا أن يقول في داخله: {أنا يوم رسامتي كنت رافض الرسامة.. فلأعتبر نفسي لم أُرسم بعد، ومن يستحق أن يقف أمام المذبح! ومَن! ومَن!...} فيجد نفسه متعزيًا بهذا الأسلوب من التفكير وينتهي الموضوع.

لكن الإنسان لا يستطيع أن يستفيد من تداريب رئيس الدير إلا إذا كان لديه الاستعداد لأن يستفيد. ففي موضوع الحسد، يقول في داخله: {أنا لا أستحق سوى أن أُضرَب وأُسحَل في الدير وأن يرموني في أي حارة من حارات الدير، فعلامَ سأحسِد؟ كل الرهبان يستحقون الكرامة إلا أنا، ولا أستحق حتى قلاية بل لو وضعوني في جُحر ثعلب، لا أستحق، فلماذا أحسد؟}. فلو خاطب الإنسان نفسه بأنه لا يستحق النعمة الكبيرة التي هو فيها؛ سيأخذ نعمة من ربنا.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

 سؤال: نريد أن نتعلم كيف لا نحقد أو نكره عندما نختلف؟

الإجابة: لطيف جدًا هذا التدريب، شيء لطيف أن يكون لدى الإنسان استعدادًا لأن يختلف ولا يكره، ولكي يصل لهذا لابد أن يكون لديه استعدادًا للاستماع، أي أن يستمع لوجهة نظر الآخر، وإذا لم يتم التوصل إلى حل، يؤجل الموضوع لمزيد من الدراسة؛ (وهذا ما يطبقه قداسة البابا في جلسات المجمع المقدس عندما يجد اختلافًا في الرأي حول موضوع ما، يقول هل ممكن أن يؤجل لمزيد من الدراسة؟ ويحول الموضوع للجان المجمع للدراسة ويحاول أن يحفظ السلام بين الآباء وبعضهم).

فمن ضمن الحلول لمشكلة الاختلاف في الرأي، تأجيل الوصول إلى قرار لمزيد من البحث والدراسة والتفكير. أما إن لم يكن هناك فرصة للتأجيل لأنه موضوع عاجل، ولم تصلوا فيه إلى حل، فممكن أن تتفقوا على أن تسمعوا صوت ربنا من خلال مستشارين آخرين، مثل عرض الأمر على أب روحي كبير أو رئيس الدير أو مجموعة معًا يُعرَض عليها الأمر .

والحقيقة أن تنوع الآراء يعطي اتساعًا أكثر في الرؤية، وأحيانًا الاختلاف هو الذي يوصل إلى الحقيقة، نتيجة لأن هناك بحثًا في الموضوع، فبدلًا من أن كل طرف لديه فكرة واحدة مستقرة ولا يرى غيرها؛ فالبحث والنقاش يعطيه رؤية أوسع متعددة الجوانب. وتنوع المواهب أيضًا مطلوب في الكنيسة.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: Arabic calligraphy art (patristic quote): "Whoever adorns the virtues of obedience and humility, is better than that who gets hard on himself and chooses voluntary poverty". - Upper hall at St. Demiana Coptic Orthodox Church, Hadara, Alexandria, Egypt - (image 6) - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org - 23 July 2022. صورة في موقع الأنبا تكلا: فن خط عربي من أقوال الآباء: "إن من يتحلى بفضيلتي الطاعة والتواضع خير ممن يقسو على نفسه ويفضل الفقر الاختياري". - القاعة العليا بكنيسة الشهيدة دميانة القبطية الأرثوذكسية، الحضرة، الإسكندرية، مصر - (صورة 6) - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت - 23 يوليو 2022 م.

St-Takla.org Image: Arabic calligraphy art (patristic quote): "Whoever adorns the virtues of obedience and humility، is better than that who gets hard on himself and chooses voluntary poverty". - Upper hall at St. Demiana Coptic Orthodox Church، Hadara، Alexandria، Egypt - (image 6) - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org - 23 July 2022.

صورة في موقع الأنبا تكلا: فن خط عربي من أقوال الآباء: "إن من يتحلى بفضيلتي الطاعة والتواضع خير ممن يقسو على نفسه ويفضل الفقر الاختياري". - القاعة العليا بكنيسة الشهيدة دميانة القبطية الأرثوذكسية، الحضرة، الإسكندرية، مصر - (صورة 6) - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت - 23 يوليو 2022 م.

 سؤال: توجد فجوة كبيرة بين جيل الآباء الشيوخ القديسين وبين الأجيال الجديدة، كيف يتم التواصل بين الجيلين؟ خاصة أن الآباء الشيوخ لهم سمة البساطة الجميلة التي بها رائحة القرن الرابع الجميل، أما جيلنا الحالي فهو الجيل العقلاني.

الإجابة: أنا أشعر فعلًا بهذه الفجوة... الجيل الحالي ليس فقط عقلاني بل هو جيل الكمبيوتر والموبايل وربما أشياء أخرى. أين أيام لمبة الجاز والشمعة؟ والنوم المبكر للاستيقاظ لجرس التسبحة؟ في أيامنا كان نيافة الأنبا ثيؤفيلس -المتنيح- يسمح بتشغيل ماكينة الكهرباء في أيام الأعياد فقط: الميلاد والغطاس والقيامة، بالرغم من وجود إمكانيات لديه أن تكون الكهرباء في الدير كل أيام السنة، لكنه كان يفضل للرهبان أن يعيشوا على لمبة الجاز، فكان كل الرهبان قبل الغروب تجدهم خارج قلاليهم كل منهم ينظف زجاجة اللمبة قبل حلول الظلام... حياة بدائية فطرية جميلة، وكنا نستعمل الحصيرة، ونستخدم وابور الجاز في تسخين المياه، والزلعة التي بداخل القلاية، مجرد وجود ماء بحنفية وطبق داخل القلاية كان تقدمًا حضاريًا كبيرًا جدًا. كان مجرد صوت عصا نيافة الأنبا ثيؤفيلس في الدير يخيف الرهبان، ولو سمع صوت من قلاية أحد الرهبان يعرف أن لديه راهب يزوره، فيقول من خارج القلاية بصوته المميز: {أغابي `agapy} لكي يعرِّفهما أنهما بجلوسهما معًا يضيعون وقت بعض (الحرص على قيمة الوقت). وكان يضع زلط في الممر المؤدى إلى قلالي الرهبان؛ فلو راهب قام بزيارة زميل له ليلًا سيسمع صوت قدميه على الزلط وهو واقف أمام قلايته فوق، فيقول له بطريقته المعروفة: {الساعة كام ياللي تحت} فيعرف الراهب أنه قد كُشف أمره فلا يكررها مرة أخرى. كان مجرد خبطة عصاته تجعل الدير كله ينضبط، وقد عشت ذلك بنفسي، مع أنها لم تكن تؤدي إلى شيء ولكن مجرد إحساسنا بالمهابة. كان إذا نادى على راهب في الكنيسة ليصلي ولم يجده كان ينادي على أسماء الذين رقدوا وتنيحوا، لكي يعطيه درسًا أنه كما أن الذين تنيحوا موجودون في القبور فأنت أيضًا لم تأتِ لتحضر الصلاة.

في نفس التوقيت كان يوجد الإرشاد الروحي الجميل الذي نأخذه من قداسة البابا كأب اعتراف، لدرجة أن قداسته حينما حضرت للدير بدأ يحفظني التسبحة بنفسه، مع تأملات حتى في نغمة التسبحة نفسها، فكان يقول: {هذا الجزء واطي كدة عشان فيه مسكنة، وهذا عالي عشان كذا}. فعشنا مع قداسة البابا كراهب المغارة، وعشنا مع نيافة الأنبا صرابامون كمرشد روحي، وعشنا مع عصا نيافة الأنبا ثيؤفيلس الغليظة، فهذه كلها كانت عوامل مجتمعة معًا: إرشاد روحي على أعلى مستوى، وفي نفس الوقت إرشاد روحي من شخصية قريبة جدًا من الأب الكبير، وفي نفس الوقت تعاليم وتلمذة من رئيس الدير. فعلًا الجو قد تغير، ومحتاجين إلى إعادة النظر في هذا الجو (المودرن) Modern الذي في الأديرة، ومحاولة التفكير كيف كان الرهبان يعيشون قديمًا.

أما كيفية التواصل بين الجيلين... فربما في مثل هذه الجلسات (هذا المؤتمر مثلًا) نسمع من الرهبان القدامى كيف كانوا يعيشون قديمًا، والآباء رؤساء الأديرة ممكن أن يحاولوا توفير الجو الملائم لبعض الرهبان لكي يعيشوا بالأسلوب الذي عاش به آباء زمان، كأن نعمل مثلًا أركانًا في الدير لرهبنة بدائية. كان يوجد فكرة لعمل دير بدائي ولا زالت موجودة ولكن لم تنفذ بعد، وأقترح أن بعض الآباء ينفذوها ولو في جزء من الدير.

 

ونشكر الجميع على محبتهم.

ولإلهنا المجد الدائم إلى الأبد آمين.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) 17 مارس 2005.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/anba-bishoy/monastic/qa.html

تقصير الرابط:
tak.la/42akmd3