مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الحواس الخمسة - الأنبا بيشوي

28- حاسة اللمس الروحية

 

St-Takla.org Image: Hand, fingers - black and white illustration. صورة في موقع الأنبا تكلا: يد وأصابع - رسم بالأبيض والأسود.

رابعًا: حاسة اللمس الروحية

 

بحاسة اللمس الروحية يستطيع الإنسان الروحي أن يتلامس مع عمل الله وحضوره في حياته.

إِنْ مَسَسْتُ وَلَوْ ثِيَابَهُ شُفِيتُ قالت المرأة نازفة الدم في نفسها: “إِنْ مَسَسْتُ وَلَوْ ثِيَابَهُ شُفِيتُ” (مر5: 28) كانت لمسة من نوع خاص، لمسة بروح الإيمان والثقة. شعر فيها السيد المسيح بالقوة التي خرجت منه “شَاعِرًا فِي نَفْسِهِ بِالْقُوَّةِ الَّتِي خَرَجَتْ مِنْهُ” (مر5: 30) لذلك أراد السيد المسيح أن يكشف للجموع ما حدث مع هذه المرأة التي بإيمانها قالت: “إِنْ مَسَسْتُ وَلَوْ ثِيَابَهُ شُفِيتُ”. وللوقت حين مست هُدب ثوبه، برئت في الحال “فَلِلْوَقْتِ جَفَّ يَنْبُوعُ دَمِهَا” (مر5: 29).

فالجموع التي كانت تزاحم السيد المسيح أثناء سيره في الطريق، لم يشعر أحد منهم أنه تلامس مع قوة الله وقداسته ومحبته، إذ ليس لهم التلامس الروحي الذي كان للمرأة نازفة الدم التي تلامست إيمانيًا مع قوة السيد المسيح فعملت فيها وأبرأتها.

لذلك فالإنسان الذي يتلامس مع الحق الذي في المسيح ويدرك الحد الفاصل بين النور والظلمة، يكون كمن لمس هُدب ثوبه، وبذلك ينال الشفاء.

إن لمسة بسيطة من يد السيد المسيح الشافية تستطيع أن تنزع الخطية مثلما طهر الأبرص الذي قال للرب يسوع: “يَا سَيِّدُ إِنْ أَرَدْتَ تَقْدِرْ أَنْ تُطَهِّرَنِي” (مت8: 2)، فمد السيد يده ولمسه وقال: “أُرِيدُ فَاطْهُرْ” (مت8: 3) فللوقت طهر برصه وشفي.

هناك لمسات كثيرة يعملها الله في حياة الإنسان يحس بها الشخص الروحي، ويقول مع عروس النشيد “شِمَالُهُ تَحْتَ رَأْسِي وَيَمِينُهُ تُعَانِقُنِي” (نش2: 6). إن من يتلامس مع الله يصير الرب له سندًا قويًا في حياته كما قيل عن هذه العروس “مَنْ هَذِهِ الطَّالِعَةُ مِنَ الْبَرِّيَّةِ مُسْتَنِدَةً عَلَى حَبِيبِهَا؟” (نش8: 5).

التلامس مع محبة الله وقداسته هناك من يتلامس مع محبة الله.. مع قداسته.. يتلامس مع السيد المسيح باستمرار.. يشعر ويحس بوجوده.. يلمس عمل الله في حياته.. يلمس قوة الرب العظيمة؛ ذراعه الرفيعة؛ يمينه الممدودة “أَمْسَكْتَ بِيَدِي الْيُمْنَى. بِرَأْيِكَ تَهْدِينِي وَبَعْدُ إِلَى مَجْدٍ تَأْخُذُنِي. مَنْ لِي فِي السَّمَاءِ؟ وَمَعَكَ لاَ أُرِيدُ شَيْئًا فِي الأَرْضِ.. أَمَّا أَنَا فَالاِقْتِرَابُ إِلَى اللهِ حَسَنٌ لِي. جَعَلْتُ بِالسَّيِّدِ الرَّبِّ مَلْجَإِي لأُخْبِرَ بِكُلِّ صَنَائِعِكَ” (مز73: 23-28).

يشعر ويحس باستمرار أن الله يمسك بيده ويتلامس مع محبة الرب وقوته وأفعاله.

حاسة التذوق الروحية

الحواس الخمسة كتب الأنبا بيشوي

رائحة المسيح الذكية

---