St-Takla.org  >   books  >   anba-bishoy  >   deluge-salvation
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب هل المسيح خلص الذين غرقوا في الطوفان؟ (قضايا لاهوتية خطيرة: 5) - الأنبا بيشوي

2- الرد على مسألة خلاص الذين هلكوا بالطوفان

 

St-Takla.org Image: Noah and the ark: The Deluge - Lake Tana Monasteries, Bahir Dar - From St-Takla.org's Ethiopia visit - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, April-June 2008. صورة في موقع الأنبا تكلا:  ..نوح والفلك: الطوفان - من ألبوم صور أديرة بحيرة تانا، بحردار، الحبشة - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، من رحلة موقع الأنبا تكلا إلى إثيوبيا، إبريل - يونيو 2008 م.

St-Takla.org Image: Noah and the ark: The Deluge - Lake Tana Monasteries, Bahir Dar - From St-Takla.org's Ethiopia visit - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, April-June 2008.

صورة في موقع الأنبا تكلا:  ..نوح والفلك: الطوفان - من ألبوم صور أديرة بحيرة تانا، بحردار، الحبشة - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، من رحلة موقع الأنبا تكلا إلى إثيوبيا، إبريل - يونيو 2008 م.

أولًا: الرد على مسألة خلاص الذين هلكوا بالطوفان:

يدّعي البعض أن الذين هلكوا بالطوفان قد طلبوا الرحمة، وأن السيد المسيح حينما ذهب فكرز للأرواح التي في الجحيم حررهم وخلصهم!!

هم يستندون في ذلك إلى ما ورد في رسالة معلمنا بطرس الرسول الأولى في الأصحاح الثالث:

"فَإِنَّ الْمَسِيحَ أيضًا تَأَلَّمَ مَرَّةً وَاحِدَةً مِنْ أَجْلِ الْخَطَايَا، الْبَارُّ مِنْ أَجْلِ الأَثَمَةِ، لِكَيْ يُقَرِّبَنَا إِلَى اللهِ، مُمَاتًا فِي الْجَسَدِ وَلَكِنْ مُحْيىً فِي الرُّوحِ، الَّذِي فِيهِ أيضًا ذَهَبَ فَكَرَزَ لِلأَرْوَاحِ الَّتِي فِي السِّجْنِ، إِذْ عَصَتْ قَدِيمًا، حِينَ كَانَتْ أَنَاةُ اللهِ تَنْتَظِرُ مَرَّةً فِي أَيَّامِ نُوحٍ، إِذْ كَانَ الْفُلْكُ يُبْنَى، الَّذِي فِيهِ خَلَصَ قَلِيلُونَ، أَيْ ثَمَانِي أَنْفُسٍ بِالْمَاءِ. الَّذِي مِثَالُهُ يُخَلِّصُنَا نَحْنُ الآنَ، أَيِ الْمَعْمُودِيَّةُ. لاَ إِزَالَةُ وَسَخِ الْجَسَدِ، بَلْ سُؤَالُ ضَمِيرٍ صَالِحٍ عَنِ اللهِ بِقِيَامَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ" (1بط3: 19، 20).

ومعنى هذه العبارات خاصة مع الرجوع إلى النص اليوناني؛ هو أن الذين لم يرقدوا على رجاء الخلاص ولم يفرحوا ويؤمنوا بمجيء المخلص من الذين في الجحيم، ومثلهم الذين لا ينالون المعمودية من الأحياء بعد إتمام الفداء سيكون حالهم مثل حال العصاة الذين كانوا خارج الفُلْك في أيام نوح، أي أنهم سوف يهلكون. فالإشارة هنا هي إلى حقيقة أن الله كان طويل الأناة في أيام نوح إلا أن العصاة لم يقبلوا كرازة نوح أو تحذيراته على مدى 120 عامًا أثناء بناء الفُلْك، لذلك هلكوا جميعًا، ولم يخلص سوى ثمانية أنفس في الفُلْك. وعلى هذا المثال يخلصنا الله من الهلاك بالمعمودية. إذن المعنى المقصود هنا بهذه الآية هو عكس المعنى الذي يدَّعيه من يقولون أن هذه الأرواح التي عصت قديمًا بُشِرت وخلُصت أيضًا!! بل إن الإيمان الصحيح هو أن الذين قبلوا بشارة المسيح في الجحيم هم الذين رقدوا على رجاء الخلاص. وقد قصد بطرس الرسول في هذا السياق تشبيه كرازة المسيح للأرواح في الجحيم بكرازة نوح قبل الطوفان "حِينَ كَانَتْ أَنَاةُ اللهِ تَنْتَظِرُ مَرَّةً" ولكن عالم الفجار لم يصدقوا لأنهم لم يتوبوا. وهكذا أيضًا كل الأشرار الذين لم يعيشوا التوبة ولم يرقدوا على رجاء الخلاص لم يستفيدوا من كرازة السيد المسيح في الجحيم لأنهم دخلوا في شركة مع الشيطان وأصابهم العمى الروحي حتى لم يحتملوا رؤية روح السيد المسيح البشري المتحد باللاهوت بل هربوا مع جحافل الشياطين المظلمة.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

إن الكتاب المقدس وأقوال الآباء القديسين لم تذكر أبدًا المفهوم الدخيل بخلاص أرواح الأشرار في الجحيم. وسوف نورد آيات من الكتاب المقدس تدحض هذا الفكر. ونتذكر أن قداسة البابا شنودة -نيح الله نفسه ونفعنا بصلواته- كان كثيرًا ما يحذرنا من خطورة استخدام الآية الواحدة. كما أننا سوف نورد أيضًا أقوال للآباء القديسين الأولين مثل القديس إيرينيئوس والقديس كيرلس الكبير والقديس ساويرس الأنطاكى في تفسير العبارة المذكورة سابقًا لمعلمنا بطرس الرسول (1بط 3: 19) وكذلك أقوال أخرى.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/anba-bishoy/deluge-salvation/salvation.html

تقصير الرابط:
tak.la/9xqkdk8