St-Takla.org  >   books  >   anba-bishoy  >   dawoud
 
St-Takla.org  >   books  >   anba-bishoy  >   dawoud

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب داود الملك التائب - الأنبا بيشوي

31- فرح التوبة

 

       ربما نجد إنسانًا مرتكبًا جبلًا من الخطايا، ويجلس مع الأب الكاهن ويسرد خطايا تطن لها الأذن، ويأخذ الحِل. ثم يخرج فرحًا وكأنه لم يفعل شيئًا.. هل هذه هي التوبة؟! أين البكاء والحزن على الخطية..؟! فالكتاب المقدس يقول: "اَلْحُزْنُ خَيْرٌ مِنَ الضَّحِكِ لأَنَّهُ بِكَآبَةِ الْوَجْهِ يُصْلَحُ الْقَلْبُ" (جا7 :3)، ويقول السيد المسيح أيضًا: "طُوبَى لِلْحَزَانَى لأَنَّهُمْ يَتَعَزَّوْنَ" (مت5: 4).

St-Takla.org Image: The psalmist David giving praise & thanks (Thanksgiving) صورة في موقع الأنبا تكلا: المرنم داود يعطي التسبيح والشكر للرب

St-Takla.org Image: The psalmist David giving praise & thanks (Thanksgiving)

صورة في موقع الأنبا تكلا: المرنم داود يعطي التسبيح والشكر للرب

ليتنا عندما نشعر أننا قد أحزنّا قلب الله في أي شيء نبتعد عن روح المرح والضحك والمزاح والفرح الخارجي.. لا تتعجل الفرح، الفرح سوف يأتي كما قال السيد المسيح: "وَلَكِنِّي سَأَرَاكُمْ أَيْضًا فَتَفْرَحُ قُلُوبُكُمْ وَلاَ يَنْزِعُ أَحَدٌ فَرَحَكُمْ مِنْكُمْ" (يو16: 22)، لكن هذا الفرح يأتي من خلال الحزن.. "اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ سَتَبْكُونَ وَتَنُوحُونَ وَالْعَالَمُ يَفْرَحُ. أَنْتُمْ سَتَحْزَنُونَ وَلَكِنَّ حُزْنَكُمْ يَتَحَوَّلُ إِلَى فَرَحٍ" (يو16: 20).

اجعلوا فرحكم يتولد من داخل الحزن.. وإلاّ فسوف يولد حزنكم من داخل الفرح. كما قال داود في مزمور التوبة: "امنحني بهجة خلاصك، وبروح رئاسي اعضدنى" (مز50: 12)، وفي الترجمة البيروتية "رُدَّ لِي بَهْجَةَ خَلاَصِكَ وَبِرُوحٍ مُنْتَدِبَةٍ اعْضُدْنِي" (مز51: 12)

إذا عاش الإنسان في الفرح الظاهري في الوقت الذي فيه ينبغي البكاء سوف يجد حزنه قد أتى سريعًا، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى.. أما إذا بكى الإنسان على خطاياه وندم وتاب، حينئذٍ يعرف معنى الفرح الحقيقي وبهجة الخلاص كما يقول بولس الرسول: "اِفْرَحُوا فِي الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ وَأَقُولُ أَيْضًا افْرَحُوا" (فى4: 4)، وعبارة "فى الرب" تؤكد أن هذا الفرح نابع من خلال الحياة المقدسة في المسيح في الرب..

الإنسان الخاطئ ليس له الحق أن يفرح، أما الإنسان الذي ذاق حلاوة النصرة مع المسيح هو الذي يفرح. وأفراح القيامة تعمل في حياته. فما هي القيامة إلا الانتصار على الخطية والموت.

ولذلك نحن لا نقصد أن يعيش الإنسان في كآبة مستمرة، ويعكس كآبته على من حوله. بل ينبغي أن يفرح بالنصرة.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/anba-bishoy/dawoud/happiness.html

تقصير الرابط:
tak.la/x64rg6x