St-Takla.org  >   books  >   anba-bimen  >   body-sex
 
St-Takla.org  >   books  >   anba-bimen  >   body-sex

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الجسد والجنس من منظار مسيحي - تأليف: كوستي بندلي - إعداد الأنبا بيمن

6- المفهوم الحديث للجسد

 

St-Takla.org Image: Yes: Right symbol button sign, true, real, truthful, genuine, positive. صورة في موقع الأنبا تكلا: نعم: زر علامة صح، صحيح، سليم، حقيقي، صادق، إيجابي.

St-Takla.org Image: Yes: Right symbol button sign, true, real, truthful, genuine, positive.

صورة في موقع الأنبا تكلا: نعم: زر علامة صح، صحيح، سليم، حقيقي، صادق، إيجابي.

أولا: المفهوم الحديث للجسد 

 

لا بُد لي أن أبدأ حديثي بالتنويه بالمفهوم الذي يتخذه الجسد في الفكر الحديث. ذلك المفهوم بعيد كما يبدو لي، عن كل من موقفين متناقضين طالما تجاذبا الفِكر الفلسفي، ألا وهما الثنائية من جهة والأحادية من جهة أخرى.. فالمنظار الثنائي الذي تميزت به الأفلاطونية وجدده دیكارت، كان يفصم بين الجسد والنفس جاعلًا منهما كيانين مستقلين مع أنهما متعایشان، أما المنظار الأحادی فكثيرًا ما إدعى بلسان فلاسفة القرن الثامن عشر مثلًا، أن النفس إنما هي مجرد مظهر من مظاهر الجسد..

أما الفكر الحديث فإنه، حتى في التيارات المادية منه، يتنكر لذلك الخلط بين الصعيد البيولوجي والصعيد النفسي في الإنسان، فيقول المفكر المادي جاك مونو مثلًا الحاصل على جائزة نوبل في البيولوجيا في كتابه الشهير"الصدفة والضرورة" أن مفهوم الدماغ ومفهوم النفس لا يختلطان في خبرتنا الحالية بمقدار عدم اختلاطهما في نظر رجال القرن السابع عشر.. ولكن الفكر الحديث، من جهة أخرى، وحتى في تياراته الروحانية، يتنكر للإفصام الذي طالما ندد به بين الصعيدين المذكورين، بل يشدد على وحدة الكيان الانساني، وحدة الروح المتجسدة.. أو الجسد المروحن، وحدة لا إختلاط فيها ولا إنفصام..

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

.. فما هي -والحالة هذه- نظرة الفكر الحديث إلى الجسد؟

لقد بين الفيلسوف المعاصر"مالرو بونتي" في كتابه "ظواهرية الإدراك الحسي" أن الجسد الذي نختبره في وجودنا الراهن، او بعبارة أخرى الجسد المعاش، يختلف عن ذلك الكيان البيولوجي البيت الذي يدرسه الطبيب أو عالم الأحياء والذي إن هو إلا مجموعة أعضاء ووظائف متناسقة، هذا الكيان البيولوجي المحض هو وليد التجريد الدي يقتطع بموجبه كل علم دائرة إختصاصه فاصلًا إياه عما قد يرتبط به صميميا في الواقع الراهن.. عالم الأحياء بداعي اختصاصه مضطر أن ينظر إلى الجسد كما إلى مجموعة أعضاء ووظائف.. ولكنه يختبر جسده وجسد الآخرين على وجه آخر فيحسه مر تبطًا في الصميم بالوجود الإنساني كله إرتباط الأصوات اللفظية بالمعاني التي تحملها... هكذا فالجسد الذي نعيشه لا ينحصر فيما يصوره لنا علم التشريح او علم الفسيولوجيا، إنما يظهرعلى أنه المكان الحسي الذي يتأصل منه الشخص ويصبح به حاضرًا وعاملًا في الكون وبين الآخرين. بهذا المعنى يقول آبل جانبير في كتابه (انتروبولوجيا جنسية)، جسدى ليس شيئًا، إنما هو وضع، إنه بالفعل وضعي الراهن، الحسي، في الكون، وضعي في الزمان والمكان في هذه أو تلك من الظروف البيولوجية والجغرافية والتاريخية. اني هذا الوضع بمعنى من المعاني إذ لا يسعني أن أتجرد منه، ولكنني بآن متميز عنه لانه يسعى أن أعيه وأتعهد، وأطوره.

فاذ فهمنا الجسد على هذا المنوال - أي على أنه وضع الشخص الراهن في الكون وبين الآخرين أصبحت عبارة الجسد مرادفة - كما في لغة الكتاب المقدس [مثلًا عندما يقول: سيعاین كل جسد خلاص الله (أش 40: 25؛ لو 3: 6)] لواقع حياتنا الملموس بكل ما في هذا الواقع من أبعاد بيولوجية ونفسية واجتماعية وروحية تتفاعل معًا في وحدة كياسة صميمية تلك الوحدة التي تفرض ذاتها لاعلى الفكر الحديث وحسب بل على الطب المعاصر أيضًا إذ أنه يؤكد نزعته النفسية المتزايدة، على التداخل والتفاعل الصميمين بين العوامل البيولوجية من جهة والعوامل النفسية من جهة أخرى.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/anba-bimen/body-sex/new.html

تقصير الرابط:
tak.la/f6t3xbw