كان مثلث الرحمات المتنيح الأنبا باسيليوس مطران الكرسي الأورشليمي والشرق الأدنى (السيرة هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت) من آباء الكنيسة المتميزين في تاريخ كنيستنا المعاصر، نظرًا لتقويته وطوباوية سيرته وحياته النسكية القائمة على الفهم والوعى لحياة الرهبنة في أصولها الإنجيلية والآبائية، إلى جانب حياته الكنسية المعاشة، وعمل النعمة الإلهية فيه، فتسربل بالعديد من الفضائل المقدسة والسمات الروحية مثل الإتضاع والوداعة والبساطة والمحبة الحقيقية... وكان لإرتباطه بالمذبح المقدس والقداس الإلهى الأثر المباشر في روحانيته الفائقة، والشبع بحضور الله في حياته. وكم رأينا وكل من خدم معه النور وهو يشع من وجهه أثناء الصلاة...
أضف إلى ذلك مدى ثقافته وعلمه، حيث كان يجيد 6 لغات، وأيضًا مدى عمقه في الدراسات اللاهوتية والتاريخية، وفي عظاته القوية التي لها التأثير الإيجابى في نفوس سامعيه ومحبيه، فضلًا عن علاقته مع الجميع بروح الأبوة الصادقة الحانية.
أما خدمته كمطران لكرسى أورشليم والشرق الأدنى لأكثر من 32 عامًا فكانت على مستوى عال من الرعاية والمسئولية، وأيضًا وطنيته وخاصة فيما يتعلق بمسألة دير السلطان بالقدس، وحقوق الكنيسة القبطية... وقد شهد أولاده في القدس والأردن ولبنان والأمارات وغيرها من البلاد التابعة لكرسيه على كم الجهد الذي بذله في خدمة الكنائس ورعاية شعبه.
ويجدر بنا أن نتعرف على الملامح التاريخية لأبينا الطوباوى الأنبا باسيليوس - مطران أورشليم السابق(1).
- ولد في أول نوفمبر 1923م بأسيوط، وسماه والده باسم (سامي) وكان الخامس بين أخوته الست.
- حصل سامي تاوضروس جرجس على شهادة البكلوريا (الثانوية العامة) عام 1940م وبعدها إنتقل إلى القاهرة للإقامة مع شقيقه لاستكمال دراسته.
- إلتحق بالكلية الإكليريكية عام 1940م بعد موافقة الأرشيدياكون حبيب جرجس. وأظهر نبوغًا وتفوقًا طوال سنوات الدراسة.
- بعد تخرجه عام 1943م عمل مدرسًا للدين المسيحى في مدرسة رزق الله مشرقى الثانوية بجرجا ولمدة ثلاث سنوات، أنشأ خلالها مدرسة رزق الله مشرقى الإبتدائية وصار ناظرًا لها.
- خدم في كثير من كنائس جرجا، وكانت عظاته القوية سببًا لشهرته. فضلًا عن دفاعه عن الإيمان الأرثوذكسى ضد التعاليم البروتستانتية، وأصدر أول كتبه: "البراهين القوية في دحض الأضاليل البروتستانتية".
- ترهب في عام 1943م بدير القديس الأنبا أنطونيوس الكبير بالبرية الشرقية بالبحر الأحمر باسم (كيرلس الأنطوني).
- أصدر في عام 1950م كتاب: "كوكب البرية القديس الأنبا أنطونيوس". ثم في عام 1952م كتاب: "عصر المجامع" الذي نال شهرة واسعة.
- أصدر كتب أخرى نذكر منها:
* القديس كيرلس بالإسكندرية عمود الدين صخرة الإيمان.
* القبط في عهد الفتح العربى.
* أرثوذكسية الكنيسة القبطية.
- تطلع إلى استكمال دراسته اللاهوتية، فحصل على الماجستير عام 1956م. ونظرًا لنبوغه وموهبته أرسلته الكلية الإكليريكية إلى اليونان، فحصل على درجة الدكتوراه من جامعة سالونيكى وذلك في فبراير عام 1959م. وكان موضوع الرسالة "القبط ومشروع هرقل إمبراطور القسطنطينية".
- عمل مدرسًا لتاريخ الكنيسة بالكلية الإكليريكية.
- رشح للكرسى البطريركى عام 1959م، ولكنه استبعد لصغر سنه (36 عامًا) لأن لائحة إنتخاب البطريرك حددت سن المرشح أن لا يقل عن 40 عامًا.
- بعد جلوس المتنيح البابا كيرلس السادس على كرسى القديس مارمرقس الرسول في 10 مايو عام 1959م، اختار قداسته القمص كيرلس الأنطونى ليكون باكورة سياماته، ومطرانًا على الكرسى الأورشليمى والشرق الأدنى، وذلك في يوم 7 يونيو 1959م.
- خدم إيبارشيته 32 عامًا و3 أشهر و16 يومًا.
- تنيح الأنبا باسيليوس بسلام ورقد في الرب في فجر يوم الأحد 13 أكتوبر 1991م، ليترك كرسى أورشليم الأرضى، ويذهب إلى أورشليم السمائية.
- نقل جثمانه الطاهر إلى القاهرة في اليوم التالي، ووضع في مقر رابطة القدس بالظاهر، لكي يتبارك منه أولاده ومحبيه، ويلقون النظرة الأخيرة عليه.
- وفي ظهر يوم الثلاثاء 15 أكتوبر 1991م رأس قداسة البابا شنودة الثالث صلاة الجناز بكاتدرائية السيدة العذراء بالزيتون وألقى كلمة مؤثرة لفقدان الكنيسة لهذا الأب العظيم. ثم نقل بعد ذلك الجثمان إلى دير القديس الأنبا أنطونيوس الكبير بالبحر الأحمر ليدفن هناك في مقبرة أعدت خصيصًا له.
بركة صلواته فلتكن معنا آمين.
_____
- القس أنطونيوس صبحي: من القدس إلى أورشليم السمائية.
- رابطة القدس: العدد الخاص من مجلة رابطة القدس والذي صدر في ذكرى الأربعين لنياحة الأنبا باسيليوس في 21/ 11/ 1991م.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/amir-nasr/monasticism/bishop-basil.html
تقصير الرابط:
tak.la/58rw92p