فهرس |
"عظيمٌ هو سِرُّ التَّقوَى: اللهُ ظَهَرَ في الجَسَدِ" (1تي3: 16).
* يعني أن الله وهو ملك السموات والأرض قد تنازل وأخذ جسدًا إنسانيًا، فاتحد بطبيعتنا، وظهر بيننا على الأرض.
* وأن الله الغير منظور قد صار منظورًا في جسد الإنسان.
* وأن الله قد تواضع حبًا فينا، وأخلى ذاته وأخذ جسدنا.
- "أخلَى نَفسَهُ، آخِذًا صورَةَ عَبدٍ، صائرًا في شِبهِ الناسِ" (في2: 7).
- "والكلِمَةُ صارَ جَسَدًا وحَلَّ بَينَنا" (يو1: 14).
* الله الكلمة "أقنوم الابن" صار إنسانًا وحلّ بيننا.. وكلمة (صار) لا تعني هنا الصيرورة أو التحول.. بل هي تعني حرفيًا (أخذ جسدًا).
* فأقنوم الابن "الله الكلمة" أزلي لا يتغير ولا يتحول بل هو ثابت.. وكل ما حدث هو أنه أخذ جسدًا ليحل بيننا بصورة حسية، فنسمعه ونراه.. ولذا يقول مُعلِّمنا يوحنا الرسول: "الذي سمِعناهُ، الذي رأيناهُ بعُيونِنا، الذي شاهَدناهُ، ولَمَسَتهُ أيدينا" (1يو1: 1).
* أقنوم الابن لم يتجسد فقط ولكنه تجسد وتأنس، وهذا يعني أنه تجسد في جسد إنساني وأخذ الطبيعة الإنسانية كلها.
* التجسد الإلهي لا يعني أن الله قد أخلى السماء من وجوده حين نزل على الأرض، فوجوده يملأ السموات والأرض.. وإنما أخلى ذاته من المجد.
هذا الأمر دخل في دائرة قدرة الله وليس فيه صعوبة أو غرابة، لأن الذي يملك الكل يملك الجزء، والذي يملك الأكثر يملك الأقل.
أليس في قدرة الملك أن يلبس رداء العمال ويجلس بينهم ويتحدث إليهم!!
أليس في قدرة المدرس أن ينزل إلى مستوى التلاميذ ويتحدث إليهم!!
أليس في إمكان الرجل الرفيع الشأن أن يتنازل ويسير بين عامة الناس!!
ولذلك نطرح سؤالًا هامًا ونقول..
فإذا قلنا إن الله ليس في قدرته أن يتجسد فإننا ننسب إليه الضعف.. إذ هو لا يستطيع أن يتجسد.
فممكن أن يقول البعض إن التجسد هو ضعف لا يليق بالله، ولكنه هذا ليس من الحق في شيء.. فإن التجسد هو عمل من أعمال القوة وليس عملًا من أعمال الضعف، وهو داخل في قدرة الله اللانهائية وغير المحدودة.
التجسد معناه: شيء كان موجود غير محسوس (لا مرئي)، وليس له كيان جسدي، وبعد ذلك أخذ جسدًا.
مثل "فكرة" في الذهن.. "غير محسوسة وغير مرئية"، ثم أفكر فيها كثيرًا، فتتحول إلى فكرة محسوسة في صورة (ماكيت، شعر، مقالة....) وبذلك تأخذ كيان محسوس.
* الله كائن منذ الأزل ويملأ الوجود ولكن ليس له جسد، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى.. في ملء الزمان أخذ جسدًا لكي نراه بعيوننا.. فإذا كان لم يأخذ جسدًا كنا لا نراه ولا نتكلم معه ولا نحسه.
* الوحيد الذي تجسد هو السيد المسيح.. لأنه هو الوحيد الذي كان موجودًا قبل ميلاده وليس عنده جسد. وهذا ما يفسر لماذا وُلد من غير أب..
* لأنه كان موجودًا قبل كل الدهور ولكن ليس له جسدًا.. الأب يعطي الوجود والأم تعطي الجسد، أي كائن حي موجود على الأرض أيًا كان.. حيوان أو إنسان أو نبات.. يحتاج إلى أب وأم.. النبات: "البذرة" (الأب)، "الأرض" (الآم).
* الوحيد الذي كان موجودًا وليس له جسد هو الله.. لذلك احتاج أُمًا تعطي له جسدًا، ولكنه كان لا يحتاج إلى أب لأنه كان موجود.. (الأب يعطي الكيان "البذرة" بالنانو جرام، والأم تعطي الجسد).
* كان ممكن أن السيد المسيح يحضر له جسدًا من السماء ولا يحتاج لهذا الجسد.
* كان ممكن ولكنه لو حدث ذلك لأصبح من طبيعة أخرى غير طبيعتنا البشرية، وكان لا يستطيع أن يخلصنا على الصليب لأنه ليس ابن الإنسان.
فالفداء يحدث عن طريق الإنسان..
ليفدي الإنسان الذي أخطأ..
فيلزم نفس الطبيعة.
ربنا يبارك حياتكم ولإلهنا المجد الدائم إلى الأبد آمين.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/articles/fr-botros-elbaramosy/a/meaning.html
تقصير الرابط:
tak.la/tw8gwj6