ان من يقرأ الكتاب المقدس بتركيز وانتباه، لما يقرأه مميزًا الحديث والكلمات دون سرحان أو شرود للذهن فإنه سيجد فيه حديثًا متواصلًا ومترابطًا عن السيد المسيح مخلص العالم وفادي البشرية، فهو الكنز المخفي الحقيقي ليس في العقل فقط ولكنه داخل قلوبنا وحياتنا وصفحات كتابنا المقدس (مت 13: 44).
فالكتاب المقدس ليس كتاب تاريخ يحوي ويحكي تاريخًا جافًا، تسطر فيه الأحداث والشخصيات والأزمنة والحروب والفتوحات والخسائر والأعمار و..... ولكنه يحوي تاريخ الخلاص الذي استغرق الله في ترتيبه للبشرية آلاف السنين، فهو بمحبته للبشر لا يشاء أن يهلك أحد حتى لو بذل ابنه الوحيد "هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يو 3: 16).
إن الكنز المخفي في الكتاب المقدس هو السيد المسيح حيث انه قد أشير إليه بواسطة رموز وامثال كثيرة ومن ثم فإن طبيعته البشرية لا يمكن أن تُفهم قبل تحقيق هذه الرموز والإشارات التي انبأ هو بنفسه عنها، ولذلك قيل لدانيال النبي " أخفي الكلام وأختم السفر إلى وقت النهاية لأن كثيرون.... فإن تم تفريق الشعب المقدس يعرفون كل هذه الأمور" (دا 12: 4-7)، وأرميا النبي يقول أيضًا " في أخر الأيام سيعرفون كل هذه الأمور" (ار 23: 20) هذا يرجع لأن كل نبوءة من نبوءات الكتاب قبل تحقيقها تكون مملوءة بالألغاز والأمور الكثيرة الغامضة والغير مفهومة لأذهان البشر، ولكن حين تحقيقها تتكامل خيوط الصورة لتنسج حدثًا مهمًا في قصة خلاص البشرية. فحينما جاء ملء الزمان، وتم تحقيق النبوة عنه كمخلص للبشرية فالنبوات حينئذ يكون لها شرح لكل الأمور الخاصة بمجئ ابن الله المخلص الذي أتى بطبيعة بشرية مشابهًا إيانا في كل شيء ما خلا الخطية وحدها.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
وحينما تقرأ الأسفار من الشعب المسيحي يفهموا ان الكنز المخفي في الحقل هو المسيح ابن الله الحي ويرون ان الكنز ينكشف ويتضح ويشرح.
هكذا كان السيد المسيح بنفسه يتحدث إلى التلاميذ بعد قيامته المجيدة من بين الأموات، كان يبرهن لهم من الكتب المقدسة نفسها "ان المسيح كان ينبغي ان يتألم ويدخل إلى مجده، ويكرز بإسمه لمغفرة الخطايا لجميع الأمم" (لو 24: 27،26).
فمن خلال صفحات الكتاب نرى انه بداية من سفر التكوين الاصحاحات الثلاثة الأولى تحكي قصة الخلق والسقوط والحكم بالموت والطرد والحبل بوجع ولعن الحية، بطرد الانسان اغلق باب فردوس النعيم امام البشرية ومن خلال الاسفار المقدسة نجدها تحكي تدبير الله لخلاص البشرية الى ان تكتمل الصورة في السماء بعد فتح باب الفردوس بصلب الخالق والفادي وإيفاء العدل الإلهي لحقه وقبول ذبيحة السيد المسيح الخلاصية تنفتح امامنا السماء مرة أخرى ونرى الخروف القائم وكأنه مذبوح في وسط السماء وعرش الله يخر ويسجد امامه رؤساء الملائكة والاربع وعشرون قسيسًا والأربعة كائنات غير المتجسدين صارخين قائلين قدوس قدوس قدوس وأيضًا "انت مستحق ايها الرب ان تأخذ المجد والكرامة والقدرة، لأنك انت خلقت كل الأشياء وهي بإرادتك كائنة وخلقت" (رؤ 4: 11) وهم يترنمون ترنيمة جديدة قائلين "مستحق انت ان تأخذ السفر وتفتح ختومه لأنك ذبحت واشتريتنا لك بدمك من كل قبيلة ولسان وشعب وأمة" (رؤ 5: 9).
+ ايها الحبيب في الرب ان أردت ان تكتشف الكنز المخفي وتتمتع به في حياتك اليومية ويصير لك كنزًا في السماء، عليك ان تفتح كتابك المقدس وتغوص بين صفحاته بتركيز وفهم ووعي لكي تفهم وتعي قصة الخلاص المقدمة اليك مجانًا وان كنزنا المخفي هو مخلصنا الصالح الذي جاء إلى الأرض ليردنا إلى رتبتنا الأولى.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/articles/fr-botros-elbaramosy/a/hidden-treasure.html
تقصير الرابط:
tak.la/dx77y7w