St-Takla.org  >   articles  >   fr-boles-george  >   nondenominational
 

مكتبة المقالات المسيحية | مقالات قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

اللاطائفية: مقالات من عظات - القمص بولس جورج

4- رابعًا: خطورة اللاطائفية

 

سأستعير كلمة قالها نيافة الأنبا موسى الأسقف العام وأسقف الشباب عن اللاطائفية، حيث قال: "إن اللاطائفية لا تهاجم الأرثوذكسية ولكنها تمحو الأرثوذكسية"، وبتفصيل أكثر "إن اللاطائفية لا تهاجم الأرثوذكسية، ولكنها تمحو الشخصية الأرثوذكسية وتمحو الانتماء الأرثوذكسي، وتمحو الحياة الكنسية الأرثوذكسية" وسأوضح لكم كيف يحدث ذلك.

هم لا يهاجمون القداس بصورة مباشرة أبدًا. ولكنهم أيضًا لا يذكروا القداس بصورة إيجابية أبدًا. أي لا يمكن أنه سيحدث أن تجد عندهم مَنْ يحثك على التناول أو الاعتراف، أو أن يحثك أحدهم على اصطحاب أبونا لزيارة مريض للصلاة له وأخذ اعترافه ورشمه بالزيت، لا يمكن أن يحدث هذا أبدًا.. ولا يوجد ذِكْر للقداس أو صلاة مسحة المرضى عندهم. لن تسمع عندهم عن الرهبنة أو آباء الرهبنة.. لن تسمع عن القديس أنطونيوس الكبير ولا القديس أثناسيوس الرسولي، ولن تسمع قصص بستان الرهبان عن آبائنا الرهبان الذين جاهَدوا، وكيف جاهدوا، وإلى أيّ مدى تعبوا؟ فعندما يذهب أحد أبنائنا إلى هذه الطوائف ويظل بعيدًا عن الكنيسة القبطية سنة أو سنتين ولا يسمع في كنائسهم إلا نغمة واحدة، لا بد أنه سيحفظ هذه النغمة ولن يقول غيرها. بالضبط كما لو أنك جعلت إنسان مصري لا يعرف أي شيء عن اللغة الإنجليزية وأرسلته إلى أمريكا وعمره 12 أو 15 سنة وظل في أمريكا حتى أصبح سنه 40 أو 60 سنة مثلًا . هذا الإنسان إذا رجع مصر بعد هذه السنين لا بد أنه سيكون قد نسى اللغة العربية، ولا يتذكر إلا اللغة الإنجليزية لأنه لم يسمع غيرها لمدة سنين.. بالرغم من أنك لم تمنعه مِنْ أن يتكلم العربية ولكنه ظل سنين لا يسمع اللغة العربية ويسمع فقط الإنجليزية.

St-Takla.org Image: The Prayer of the Thanksgiving, from the Coptic Agbeya book in Arabic, with and Ethiopian Cross - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org صورة في موقع الأنبا تكلا: صلاة الشكر من الأجبية القبطية المقدسة باللغة العربية، مع صليب حبشي - تصوير مايكل غالي لـ: موقع الأنبا تكلا

St-Takla.org Image: The Prayer of the Thanksgiving, from the Coptic Agbeya book in Arabic, with and Ethiopian Cross - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org.

صورة في موقع الأنبا تكلا: صلاة الشكر من الأجبية القبطية المقدسة باللغة العربية، مع صليب حبشي - تصوير مايكل غالي لـ: موقع الأنبا تكلا.

الصلاة عندهم كالآتي: لا يعترفون بالوقوف أمام الله للصلاة بخشوع! فالصلاة عندهم في أي مكان وبأي وضع أنت فيه (سواء كنت واقف في مجموعة، أو جالس في وضع غير ملائم للصلاة -رجل على رجل مثلًا - لا يوجد مشكلة) كل شخص يصلي بطريقته..  "المهم الصلاة بالروح والانسحاق بالروح ولا يهم وضع الجسد" -هذا ما يقولونه- "مَنْ يُريد أن يقف فليقِف ومَنْ لا يريد فليأخذ الوضع الذي يُريحه"!

أيضًا لا يعترفون بضرورة الصلاة بالأجبية، يقولون: "صلي كما تشاء، أنت حر، لكننا نميل للكلام الحُر مع الرب يسوع". تصوروا معي إذا ذهب لكنائسهم شخص لم يعتاد الصلاة بالأجبية، ماذا سيحدث؟! هذا الشخص في كنيستنا القبطية يحاول أب اعترافه معه دون كلل أو ملل لكي يجعله يعتاد الصلاة بالأجبية، فيبدأ معه بالمقدمة ومزمور، وفي الليل يطلب منه قراءة تحليل النوم وقطع صلاة النوم، ويظل يحاول معه سواء بالتشجيع أو بأي طريقة. هذا الشخص إذا ذهب في هذه المرحلة كنائسهم لن يمسك الأجبية مرة أخرى. ليس لأنهم يهاجمون الصلاة بالأجبية كما كانوا يفعلون من قبل، بل لأنهم يتبعون أسلوب آخر وهو قولهم: "كل شخص براحته كما يريد! لكن أيهما أفضل؟ أن تتكلم من قلبك أم أن تقرأ من كتاب؟! إن الكلام الذي تقوله من قلبك تشعر به، ما علاقتنا نحن بداود وما قاله داود؟!! أين كلامك أنت؟! الله يريد أن يسمع كلامك أنت".. وكلام من هذا القبيل.. طبعًا شخص متقلقل في الأجبية سيقول: "أتكلم من قلبي أحسن طبعًا". هذه هي طريقتهم وأسلوبهم في التأثير على أولادنا.

كنيستنا لا تمنع الكلام مع الله بحرية، بل تشجع أولادها على الكلام مع الله طوال النهار، ويقولون ما يريدونه، ولكن لا بد من وجود أوقات معينة للوقوف أمام الله والصلاة بالأجبية.

الخطورة أنهم لا يهاجمون الأرثوذكسية، وفي نفس الوقت يمحون الشخصية القبطية، ويمحون العقيدة المسيحية، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. يقولون أنهم لن يتكلموا إلا عن الروحيات! فماذا عن وجوب المعمودية للخلاص! وردهم "أنت حر.. إذا أردت أن تُعَمِّد أولادك في كنيستك فأنت حر، وإذا لم تَرِد فأنت حر أيضًا". ونتيجة انتشار اللاطائفية قرأت في أحد الجرائد أنه أصبح هناك ما يسمى backyard baptism ؛ حيث تقيم الأسرة حفل "باربكيو" barbecue في حديقة المنزل ويقوم الأب بتعميد ابنه بنفسه في وعاء في حديقة المنزل دون استدعاء كاهن الكنيسة!! هذه هي آخر بدعة ابتدعوها، فلا داعي للكنيسة! ولا داعي للكاهن! تستطيع أن تُعَمِّد أولادك بنفسك! هذه هي اللاطائفية!

كل هذا أدى إلى عدم وجود أي روابط أو ضوابط، فعندما يذهب أحد أبنائنا إلى هذه الاجتماعات ويظل بعيدًا عن كنيستنا سنة أو اثنتين، عندما يعود يشعر أن القداس ثقيل، لأنه نسي نغمة "آجيوس أوثيئوس"، ولم يعد يحب إلا سماع النغمة الغربية التي يسمعها في الكنيسة الأخرى (دوم، دِش، دوم، دِش، دوم، دِش...). ويصبح هذا الإنسان مُهاجمًا للكنيسة القبطية تحت شعار: "اللاطائفية" فتجده يقول لك: "يا حبيبي أنا أدعوك لحرية مجد أبناء الله، وحرية مجد أبناء الله لا توجد في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية! تعالى عندنا لكي تتذوقها"! في يوم من الأيام عندما بدأوا معه قالوا له "لا نريدك أن تترك كنيستك، لكن تعال احضر اجتماعنا!"


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/articles/fr-boles-george/nondenominational/dangers.html

تقصير الرابط:
tak.la/cxg54k9