St-Takla.org  >   articles  >   fr-basilous-sobhy  >   characters
 

مكتبة المقالات المسيحية | مقالات قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

مقال شخصيات من تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - القس باسيليوس صبحي

4- القمص إرميا الناسخ | القس سركيس

 

 

تَندُر الدراسات والأبحاث التي تتعرض لتاريخ طقوس الكنيسة القبطية، أو لأحوالها في القرن الخامس عشر الميلادي[1] أو فترة حكم دولة المماليك اﻠشراكسة[2] (أي دولة المماليك البرجية[3]) والتي دامت حوالي 134 سنة (748-923 هـ) (1382-1517م)، وذلك إما لقلة المصادر والمراجع التاريخية[4]، أو لظن البعض أن روح الإبداع والإلهام عند الأقباط قد توقفت وقتئذٍ، خصوصًا بعد انتهاء العصر الذهبي للإنتاج الأدبي عند القبط أي الفترة ما بين القرن الـ12 حتى الـ14 كما يسميها العلماء[5].

St-Takla.org Image: Page 1g from Arabic manuscript #101 from the French National Library, Paris صورة في موقع الأنبا تكلا: الورقة 1ج من المخطوط 101 عربي من المكتبة الوطنية الفرنسية بباريس.

St-Takla.org Image: Page 1g from Arabic manuscript #101 from the French National Library, Paris

صورة في موقع الأنبا تكلا: الورقة 1ج من المخطوط 101 عربي من المكتبة الوطنية الفرنسية بباريس.

ولكن الدارس المدقق للتاريخ يستطيع أن يثبت غير ذلك، وربما العكس تمامًا. ولاسيما أن روح الإضافة والإبداع عند الأقباط كانت ولا تزال تتجدد حتى الآن يومًا بعد يوم، تتجدد حتى في أحلك الظروف وأصعب الأوقات. حيث تعوّد الإنسان القبطي الأصيل أن يخرج من التجارب بقوة أعظم، محوِّلًا الضيقات إلي صلاة والاضطهادات إلي طلبة وشكر. وهذا ما تكشفه لنا عشرات الحواشي[6] والأخبار التاريخية التي لا تزال حبيسة كنوزنا المخطوطة سواء بمصر أو بالخارج.

ومن خلال هذه الحواشي نستطيع إعادة كتابة بعض الفترات الهامة من تاريخ كنيستنا القبطية المجيدة، وفي هذا المقال أستعرض حياة شخصين برزا في هذه الفترة الحرجة والحساسة من تاريخ الكنيسة (أي فترة حكم المماليك)، وهما القمص إرميا الناسخ، والقس سركيس، حيث أثّرا إيجابيًا في حياة الكنيسة يومئذ ودفعا المسيرة التاريخية للإمنوغرافية[7] القبطية، وهذا ما سوف نأتي عليه بالشرح من خلال هذا المقال آملًا أن أضيف شيئًا جديدًا من خلاله وأن يجد القارئ الكريم فيه منفعةً.

 

← ملحوظة: هذه المقالة سبق أن نُشرت في مجلة الكرمة الجديدة، السنة الثانية (2005م)، ص 231- 248.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

[1] من أهم الأبحاث عن هذه الفترة بحث الأب ألفونس عبد الله الفرنسيسكاني باللغة الإيطالية عن مخطوط الترتيب الطقسي للبابا غبريال الخامس، بعنوان

L’ Ordinamento Liturgico di Gabriele V- 88° Patriarce Copto 1409-1427, Edizioni del centro francescano di studi orientali cristiani, Cairo 1962.

[2] نسبة لبلاد اﻠﭼراكسة أو الشراكسة أي دولة ﭼورﭼيا الحالية (إحدى دول الإتحاد السوفيتي السابق).

[3] نسبة إلي سكناهم بأبراج في القلعة.

[4] من الجدير بالذكر أن في هذه الفترة عاش واحد من أشهر مؤرخي مصر الإسلامية في القرن التاسع الهجري وهو العلامة المقريزي، واسمه الكامل أحمد بن علي بن عبد القادر تقي الدين المقريزي، الذي ولد بحارة برجوان بالجمالية بالقاهرة سنة 766هـ (1364م). وامتد عمره لأكثر من ثمانين عامًا حيث توفي عصر يوم الخميس 16 رمضان سنة 845هـ (29/1 / 1442م). وقد وضع حوالي 200 مؤلَّف، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. ومن أشهر مؤلفاته الخاصة بتاريخ مصر موسوعته المشهورة المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار (طُبع ببولاق سنة 1270هـ) والتي ذكر فيها معلومات ليست بقليلة عن الكنيسة القبطية وقتئذ. وكذلك مؤلفه السلوك لمعرفة دول الملوك (نشره د. محمد مصطفى زيادة، ثم د. سعيد عاشور بواسطة دار الكتب المصرية سنة 1973م)، اتعاظ الحنفا بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفا (نشره د. محمد جمال الدين الشيال، القاهرة 1948م)، عقد جواهر الأسفاط من أخبار مدينة الفسطاط، درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة، وجميعها مؤلفات لا تخلو من الفائدة، كما كتب في السيرة والتاريخ العام وبعض القضايا التاريخية الخاصة (مثل النزاع بين بني أميه وبني هاشم)، راجع: فضل آل البيت للعلامة المقريزي، تحقيق وتعليق د. محمد أحمد عاشور صـ 5-7.

[5] Orlandi T., Elementi di lingue e letteratura copta, Milano, 1970; Orlandi “Coptic Literature”, The Coptic Encyclopedia, vol. 5, New York, 1991; M. Krause, «Koptische Literatur», Lexikon der Ägyptologie, band III, Wiesbaden, 1980.

[6] الحواشي جمع حاشية، والحاشية هي كتابة ملاحظة أو شرح توضيحي أو تعليق خارج النص بالمخطوطات، تكتب إما على جوانب النص أو أسفله، وأحيانًا داخل النص ولكن بعلامة تظهر إنها حاشية، وقد تعود النُساخ الأقباط علي كتابة عشرات الحواشي التفسيرية والتاريخية الهامة على جوانب المخطوطات المختلفة.

[7] علم الإمنوغرافية: من اليونانية Υμνογραφία ومنها دخلت إلى اللغات الأوربية مثل الإنجليزية Hymnography والفرنسية Hymnographque، هو ذلك العلم الذي يربط بين الدراسات اللاهوتية والعبادة، فهو العلم الذي ينشغل بدراسة الكتابات الشعرية الدينية التي تستخدم في العبادة والصلوات، وينقسم لعدة أقسام إما للتخصص في الدراسات الفيلولوغية (اللغوية) والتعليقات العلمية على المدائح ومنهج الشعراء كُتابها، أو للتخصص في فن الكتابة الشعرية موسيقيًا، ودراسة طريقة الكتابة الموسيقية للمدائح (التون)، وهو ما يعرف باسم الإمنولوغية Υμνολογία. علمًا بأن ذلك المصطلح عُرف أولًا في الكنيسة الأرثوذكسية بصفة خاصة، راجع:

Γεώργιος Θ. Βεργωτή, Λεξικόν Λειτουργικών και Τελετουργικών Όρων, Γ ΄ έκδ., Θεσσαλονίκη 1995, σελ. 220.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/articles/fr-basilous-sobhy/characters/armia-intro.html

تقصير الرابط:
tak.la/p9hpfb2