عناوين:
(إظهار/إخفاء)
شفاء ابن الحاكم وزوجته
إيمان الحاكم
اختيار ثاؤفانيوس الحبيس للخدمة
الراهبة ثاؤغنسطا الأم
يبدو أنها هي القديسة نينو العذراء (رسولة جورجيا). نرجو الرجوع إلى سيرة هذه القديسة تحت حرف "ن" هنا في موقع الأنبا تكلا.
قصة فتاة أسيرة استطاعت بالحياة المقدسة التقوية أن تكسب الكثيرين للإيمان بالسيد المسيح، في محبة واتساع واتضاع.
إذ مات الإمبراطور ثيؤدوسيوس سنة 395 م. استلم أركاديوس الشرق وهونوريوس الغرب فأرسل إليهما الملوك من كل بقعة هدايا، من بينهم حاكم الرها بسوريا أرسل إلى الملكين يهنئهما. وإذ عاد الرسل من روما يحملون شكر هونوريوس ومعهم هداياه أيضًا إلى حاكم الرها اجتازوا قرية بجوار روما بها دير للعذارى يُسمى أغاثونيكا، حيث وجدوا عذراء منفردة خارج الدير تسمى ثاؤغنسطا، أُعجبوا بها فخطفوها ليقدموها جارية لسيدتهم الملكة.
صارت الراهبة المسبية تمارس عملها ببهجة قلب ورضى، فأنجح الرب طريقها، ووهبها نعمة في عيني الملكة فأقامتها رئيسة على العاملين والعاملات بالقصر، أما هي فكان قلبها متعلقًا بالحياة السماوية، تمارس نسكها وصلواتها بجهاد عظيم.
تعرض ابن الحاكم لمرض شديد أزعج كل من بالقصر، وقد فشلت كل إمكانيات الأطباء والسحرة، أخيرًا طلبت الملكة أن تستدعي ثاؤغنسطا الرومية لتصلي عليه، إذ كانت تشعر أنها إنسانة تقية متعبدة لله، وبالفعل جاءت القديسة وبسطت يديها على شكل صليب وطلبت من الله أن يتمجد في هذا الابن الوحيد لأجل خلاص الكثيرين. وإذ انتهت القديسة من صلاتها فتح الصبي عينيه وقفز من سريره، فدهش الحاضرون. أراد الوالي مكافأتها فحررها من العبودية، وأعطى لها مسكنًا منفردًا كطلبها، أقامت فيه تتعبد لله بلا انقطاع، وتطلب من أجل خلاص المحيطين بها.
لم تمضِ إلا أيام قليلة حتى مرضت زوجة الحاكم فطلبت ثاؤغنسطا لتصلي من أجلها، ووهبها الله نعمة الشفاء. عندئذ فاتحت الزوجة رجلها انه يلزم قبول الإيمان بالسيد المسيح الذي تتعبد له ثاؤغنسطا لكنه خشيّ ثورة الجماهير ضده.
انطلق الحاكم مع رجاله إلى البرية ليصطاد لكن سحابة سوداء باغتتهم وهبت ريح عاصف بعدها فقدوا الطريق، وأحس الكل أن الهلاك يحلّ بهم لا محالة. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء). عندئذ تذكر الحاكم ثاؤغنسطا وكيف تلتجئ إلى المسيح المصلوب وترشم ذاتها بعلامة الصليب فتنال قوة إلهية. صرخ الوالي طالبًا من السيد المسيح أن ينقذه، وإذا به يرى علامة صليب من نور تتقدمهم وتهديهم حتى دخلت بهم إلى المدينة.
استقبله شعبه بشغف شديد إذ خشوا عليه أن يكون قد ضل الطريق، أما هو فروى لهم ما حدث معه ومع رجاله، ففرح الكل ومجدوا الله. استدعوا القديسة ثاؤغنسطا كي تبشرهم بالإيمان، فتهللت جدًا وطلبت من الوالي أن يرسل إلى هونوريوس ليرسل كاهنًا تقيًا.
لعلها اختارت هونوريوس ملك روما لكونها من روما، أو لأن الشرق قد ملك عليه ثيؤدوسيوس الصغير بعد موت أركاديوس سنة 408 م. وكانت له ميول أريوسية، أو لمعرفتها هونوريوس واهتمامه بالعمل الكرازي.
أرسل الحاكم إلى هونوريوس الذي فرح للغاية، وانطلق إلى راهب حبيس كان يحبه ويطلب مشورته، وإذ عرف ما للراهب من اتضاع حدثه أولًا عن الالتزام بالكرازة وعندئذ أراه رسالة الحاكم وطلب منه ألا يستعفي من خدمة كورة ابنوارس بالرها حيث يقيم هناك الحاكم وثاؤغنسطا.
سيم الحبيس الناسك قسًا، وأخذ معه رسائل وهدايا من الملك، وهناك التقى بالقديسة ثاؤغنسطا الذي طوبها على جهادها، وصار يكرز مجاهدًا.
سيم ثاؤفانيوس أسقفًا على إيبارشية ابنوارس بالرها كطلب الوالي والشعب، وكان الله يعمل به بقوة، إذ تزايد عدد المؤمنين من يومٍ إلى يومٍ.
كانت القديسة ثاؤغنسطا اليد اليمنى للأسقف في الكرازة للنساء وخدمتهن. وإذ كانت المؤمنات يتعلقن بها جدًا التف حولها كثير من العذارى، حيث أقيم لهن دير لتعيش الأم ثاؤغنسطا معهن في حياة ملائكية. لم تعش طويلًا في الدير إذ سمح لها الرب بمرض لتتنيح في
السابع عشر من شهر توت حيث يُحتفل بعيد الصليب المجيد.
_____
*
المرجع
القمص بيشوي عبد المسيح: القديسة المجاهدة ثاؤغنسطا (مكتبة المحبة).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/Saints/Coptic-Orthodox-Saints-Biography/Coptic-Saints-Story_736.html
تقصير الرابط:
tak.la/r3qa4hd