عناوين:
(إظهار/إخفاء)
أبولونيوس يلجأ إلى فليمون
فليمون يؤمن بالسيد المسيح
عماد فليمون
الوالي يفقد أحد عينيه
إريانا يقبل الإيمان
Philemon the actor
أمر إريانا والي إنصنا بالقبض على كل مسيحي بالمدينة بأي ثمن، وامسكوا 37 شخصًا وقدموهم للمحاكمة. وكان من بين هؤلاء شماس يدعي أبولونيوس(1) Apollonius، فلما أحضروه أمام آلات التعذيب ارتعب وتراجع.
ولكي يحافظ أبولونيوس على حياته ذهب إلى لاعب مزمار ماهر جدًا يدعي فليمون، وقدم له أربع قطع ذهب، ورجاه أن يذهب هو ليذبح للأوثان بدلًا منه، فوافق الفنان أن يأخذ رداءه ووضع المزمار الذي كان في يديه عند أقدام أبولونيوس والقي الرداء على كتفيه وتقدم إلى المحكمة فلم يعرفه أحد.
وإذ حوّلته النعمة في لحظه صرخ فليمون وقال: "أنا مسيحي ولن أذبح للأوثان"، فهدّدوه وتوعّدوه بأنه سيلاقي العذابات المريرة. ثم فكروا أن ينادوا على فليمون عسى أن تنجح أصوات مزماره الشجية في التأثير على هذا الثائر، فبحثوا عنه دون جدوى، وحينئذ استدعي الوالي أخاه الفنان تيوناس وسألوه عن أخيه، فنزع الرداء الذي يغطي وجه أخيه وقال: "ها هو، إنه أمامكم". وعند رؤيته ظن الوالي أنه يمثل ويمزح ولكن فليمون ردّ عليه وقال: "هذا ليس فكاهة، اصنع ما شئت لأن نعمة المسيح قد غمرتني وحوّلتني".
فكّر الوالي في قتله ولكنه خاف من الشعب الذي كان يحب فليمون كثيرًا. ثم تنبّه فليمون إلى أنه لم يتعمّد فرفع نظره ويديه إلى فوق وصلى لكي ينال العماد المقدس فاستجيبت صلاته واختفي في الحال. تعجب الحاضرون ولم يصدقوا أعينهم حتى ظهر فجأة في نفس المكان بعد أن نال العماد. حاول الوالي أن يستثير فيه حبه لفنه، فطلب فليمون من الرب أن يرسل نارًا من السماء تحرق مزماره، فرأي الحاضرون كرة من جمر نازله من فوق تسقط عند أقدام أبولونيوس واحترقت الآلات الموسيقية.
استدعى الوالي ثلاثة جنود وأمرهم أن يلطموا فليمون بدون شفقة فضربوه بعنفٍ، ثم حاول أن يغريه ولكنه لم يتأثر.
أمر بإحضار أبولونيوس Appolonius وفليمون وأن يثقبوا كعوبهما ليُدخلوا فيها حبالاُ ويجروهم في الشوارع، ثم أحضر سهامًا ليرشقوها في جسده فعلقوه ورأسه إلى أسفل، وكان القديس يصلي من كل قلبه وسط العذاب. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء). كانت السهام تنثني في جسده وترتد في الهواء، وعندما رفع إريانا عينيه لينظر الشهيد طاش سهم وقلع إحدى عينيه.
جن جنون الوالي وسأل القديس: "أين تعلّمت هذا السحر؟ ترى أني فقدت عيني فأعد إلى بصري وأنك تستطيع ذلك أن أردت". ردّ عليه القديس قائلًا: "إذا صلّيت إلى إلهي فإنك تعزو شفاءك إلى السحر. فبعد موتي اذهب إلى قبري وخذ من هناك بعض التراب واصنع منه طينًا ودلِّك به عينك فتشفي في الحال".
كان الوالي قد أمر بقطع رأسي فليمون وأبولونيوس، وبعد دفنهما هبّ إريانا إلى قبر القديسين وفعل كما قال له القديس وفي الحال عاد إليه بصره ودخل المدينة صارخًا "إني أرى. أنا مسيحي". وتجمّعت حوله الجموع يسألونه، ولما علموا بما حدث اخرجوا جسديّ الشهيدين وغسلوا جروحهما الدامية ولفوا رفاتهما المكرمة ثم دفنوهما من جديد. ثم أخرج إريانا في نفس اليوم المسجونين المسيحيين وأطلق سراحهم دليلًا على صدق تحوله.
علم بذلك دقلديانوس -الذي كان في الإسكندرية في ذلك الوقت- فاستدعاه إليه لمحاكمته، ثم أصدر قرارًا أن يربطوا يديه ورجليه ويضعوا في عنقه رحى حجر وينزلوه في البئر ثم يضعوا عليه تراب الحفر، ولكن الرب نجاه وخرج دون أن يصيبه شيئًا. ولما رأى ذلك الحراس آمنوا واعترفوا بالرب يسوع أمام دقلديانوس. ثم وضعوا إريانا والخدام المؤمنين في أكياس ورموهم في البحر فغرقوا ونالوا أكاليل الشهادة.
وما هي إلا برهة حتى طفت أجسادهم فأخذها المؤمنون ونقلوها في كتمان شديد، ودفنوا أجساد القديسين الأبطال وسط الشموع والتهليل، وكان ذلك كان سنة 305. وتعيّد له الكنيسة في
السابع من برمهات.
_____
*
المرجع
كتاب الشهيدان فليمون الزمار وإريانا الوالي.
(1) ملاحظة من الموقع: السيرة شبيهة بسيرة الشهيد أبولونيوس السكندري Apollonius of Alexandria، ويبدو أن كليهما واحد (يُعَيَّد له في الغرب يوم 14 ديسمبر).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/Saints/Coptic-Orthodox-Saints-Biography/Coptic-Saints-Story_1299.html
تقصير الرابط:
tak.la/mk2xnn9