St-Takla.org  >   Saints  >   Coptic-Orthodox-Saints-Biography
 

سير القديسين والشهداء في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية

"انظروا إلى نهاية سيرتهم؛ فتمثلوا بإيمانهم" (عب7:13)

القديسة سوسن | سوزان *

 

عناوين: (إظهار/إخفاء)

نشأتها
رهبنتها
ذهابها إلى مصر
توحّدها
الراهب صموئيل شقيق المتوحدة سوسن

St. Susan

 

نشأتها:

وُلدت سنة 427 م. في أرزانين التي تقع في بلاد أوديسا في منطقة الرُها من عائلة نبيلة، وتسمَّت سوسن التي تعني زهرة الزنبق أو السوسن. ربّاها والداها تربية مسيحية حقيقية، فاعتادت من صغرها أن تبدأ يومها وتنهيه بالصلاة، وكانت تواظب على الذهاب إلى الكنيسة والتناول من الأسرار المقدسة باستمرار. كانت حياة سوسن المضيئة وأعمالها الرقيقة وتواضعها ومحبتها للفقراء والمساكين موضع إعجاب والديها اللذين تنبئا لها بمستقبلٍ روحيٍ مشرقٍ.

 

رهبنتها:

في أحد الأيام طلبت سوسن من والديها أن تذهب إلى أورشليم لتسجد عند قبر المخلص وتتبارك من الأماكن المقدسة، وإذا سمح الله لها فهي تريد أن تدخل إلى أحد الأديرة وتكون بصحبة العذارى القديسات.

قوبل هذا الطلب بالمعارضة الشديدة بسبب صغر سنها، أما هي فصمتت وأخذت تصلي من أجل هذا الموضوع بحرارة.

أخذت سوسن تفكر في طريقة للسفر إلى أورشليم، وفي أحد الأيام وجدت قافلة من الرجال والنساء ذاهبة إلى هناك فطلبت منهم أن تذهب معهم فقبلوها وسارت معهم. وبعد أن تبارك الجميع من الأماكن المقدسة وأرادوا العودة إلى بلادهم، طلبوا من سوسن أن تعود معهم لأنهم لا يستطيعون أن يتركوها وحدها في هذه الأماكن البعيدة عن بلدتها، إلا أنها استطاعت الاختفاء عنهم. وقامت القديسة تسأل عن أديرة هذه الأماكن المقدسة، فعلمت أنه يوجد دير للعذارى في منطقة ما بين إسكالون وغزة فاتجهت إلى هناك.

قابلت سوسن الأم الرئيسة وطلبت قبولها في الدير، فسُمِح لها بالمكوث معهن إلى أن يريد الرب وإلى أن يعرفن أحدًا يكون من بلدتها ليخبر والديها بما جرى لها. ومن هذا الوقت بدأت سوسن تتدرب على حياة الزهد والطاعة وأعمال الفضيلة، بينما كانت الأمهات يحاولن أن يزجرن هذه الفتاة الصغيرة حتى لا تندفع في زهدها بل تسير بهدوء وإفراز. كانت سوسن تستمر ساهرة واقفة في ركن من حجرتها طول الليل ترفع الصلاة والتسابيح والمزامير. وأما في النهار فكانت تنفذ ما يُطلَب منها بدون تذمر، ولم تكن تتكلم إلا إذا سُئِلت، وفي حدود وبكلمات بسيطة وهادئة.

كانت القديسة دومًا مطأطئة الرأس فلم تنظر في وجه إحداهن، وبصعوبة كانت أخواتها ينظرن وجهها، لم تضحك أبدًا ولم تسبب ألمًا لإحداهن، بل كانت قدوة حسنة لكل من يراها، حتى تعجب الجميع من هذه الفتاة التي كُنَّ يتشككن في قبولها في وسطهن لصغر سنها.

 

ذهابها إلى مصر:

مرّت عشرة سنوات تقريبًا وعُقِد مجمع خلقيدونية سنة 451 م، وانشقت الكنيسة الواحدة إلى قسمين، وتدخل الأباطرة المسيحيين لينتصروا لفريق ضد فريق ولو بقوة السلاح والترهيب والتعذيب. ولم يسْلم دير العذارى هذا من بطش الخلقيدونيين إذ لم يوافقن على قرارات هذا المجمع. فدخل العسكر إلى الدير وأخذوا في تهديد الأمهات الراهبات بأفظع العذابات إذا لم يخضعن للقرارات، فخضعت الكثيرات خوفًا من بطش هؤلاء الأشرار، أما سوسن فقررت الهروب والخروج من الدير، فخرجت ومعها خمس راهبات. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء). ولكن سوسن صارحتهن أنها سوف لا تذهب إلى دير بل تريد التوحد في الصحراء، وطلبت منهن أن يبحثن عن دير أو مكان آخر إلا أنهن رفضن تركها. صارحتهن أنها تريد الذهاب إلى مصر حيث الإيمان القويم وشجاعة المصريين في مجابهة تلك الحملة الشريرة لإخضاعهم لقرارات مجمع خلقيدونية. فذهبن إلى الشاطئ وركبن سفينة مبحرة إلى الإسكندرية.

وصلت السفينة إلى الإسكندرية فنزلن منها وتوجهن إلى مريوط وتباركن من جسد الشهيد مار مينا، وعرفن أنه يوجد خارج هذه المنطقة قرية تدعى منديس Mendis وبجوارها خرائب تصلح لسكناهن. ذهبن إلى هناك ووجدن برجًا أثريًا كان يعمل كبرج مراقبة ضد البربر، فدخلت فيه الراهبات الخمس ومعهن سوسن واتفقن كلهن على ترتيب المكان وتنظيفه ليسكن فيه. وفكرن في عمل يصلح لهن حتى يقتتن منه، وعيَّن الرب لهن من القرية من يعطيهن لوازم شغل اليدين وبيعه وإحضار قوتهن يوميًا.

 

توحّدها:

بعد مدة وجدت القديسة سوسن كهفًا تحت الأرض فاختارته لسكناها وتوحدها، وكانت الراهبات يحضرن إليها واحدة واحدة كل أسبوع، وبعد إلحاح كثير سمحت لهن بإحضار جرة ماء وبعض كِسَر الخبز الجاف كل بضعة أيام.

 

الراهب صموئيل شقيق المتوحدة سوسن:

كان شقيق سوسن راهبًا في أحد أديرة فلسطين ويدعى صموئيل، فسمع عن أخته أنها في صحراء مريوط، فحضر ومعه رفقاؤه الرهبان راغبين الجلوس في مكان بعيد عن المشاحنات الدينية والاضطهادات التي حدثت بسبب مجمع خلقيدونية، فوجدوا أن هذه المنطقة تصلح لهم.

ذهبوا إلى مريوط وقابل صموئيل شقيقته وتعزّيا سويًا بكلام النعمة، وسألها أن يعيش مع اخوته الرهبان بجوارهن، فبنوا سورًا حول البرج الذي تسكنه الراهبات، ثم بنوا لأنفسهم ديرًا بالقرب من هذه المنطقة. وكانت الأم القديسة سوسن متوحدة في مغارتها، وكانت تزور دير الراهبات كل مدة للاطمئنان على الراهبات زميلاتها، وكان الرهبان إذا علموا بقدومها يحضرون أيضًا وينتظرونها خارج الباب ليسألونها ويتباركون منها ويأخذون تعاليمها وأقوالها سندًا لهم في حياتهم. وقد أعطاها الله موهبة شفاء الأمراض الجسدية والروحية، وبعد أن مكثت في هذا المكان أكثر من خمسة عشر عامًا تنيّحت بسلام.

_____

* المرجع Reference (الذي استخدمه كتاب "قاموس آباء الكنيسة وقديسيها مع بعض شخصيات كنسية" للقمص تادرس يعقوب ملطي):

القديسات سوسنة، شيرين، بولا، بولين، ميلانيا وفابيولا. صفحة 8.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Saints/Coptic-Orthodox-Saints-Biography/Coptic-Saints-Story_1109.html

تقصير الرابط:
tak.la/2dzx42t