+ يا مَنْ داس المعصرة وحده وانغرست فيه الآلام كسهام الموت... أنا أدرك مقدار ما
عانيت وحدك، وتلاميذك نيام.
+ اسمح وعرفني ماذا أصنع أنا الآن من أجلك...
+ جثسيماني ماثلة أمامي, وأنت جاث بركبتيك على الأرض العراء. وبالرغم من برد
الليل كان عرقك يتصبَّب كالدم...
+ واسمح واعتبر آلامي وأحزاني شركة متواضعة في آلامك...
+ لقد رضيت أن تشرب الكأس عنى.
+ سوف أخدمك كل أيام حياتي...
+ فقط عرفني كيف أكرمك...
+ طلبت من تلاميذك أن يسهروا ويصلوا معك ساعة واحدة, فناموا.
+ سأسهر وأصلى ولن أغفل عن ذكر ألامك في جثسيماني.
+ سأرددها بالشكر و عرفان الجميل كل أيام حياتي...
+ آلام... نزيف... عطش... دوار وغصة وتسليم الروح.
+ وأخيرًا وقعت حبة الحنطة بإرادتها وماتت!
+ الآن عرفت معنى المحبة...
+ ومعنى الغلبة على العالم...
+ أقدم لك يا سيدي قوتي إكرامًا لجروحك النازفة... وصحتي وشبابي أضعهما تحت قدميك
الداميتين...
+ وما لي أضعه في يديك المجروحتين...
+ سأصوم إكراما لعطشك...
+ سأبذل حياتي لذكرى موتك...
+ سأبذلها في الخفاء, وعند الضرورة في العلن...
+ نعم يا رب. نعم يا يسوعي المصلوب.
+ نعم يا ربي يسوع, لقد مرت عليك ساعات الظلام من السادسة إلى التاسعة.
+ يا من جزت هذا كله عنى, نعم يا رب, اذكرني, اذكرني الآن وأنت في ملكوتك. واذكر
شعبك, لكي لا يستثقلوا الظلمة إذا غشيتهم ثلاث ساعات. ولكي لا يدخلوا اليأس أبدًا
طالما أنت هتكت ستار الظلمة إذا غشيتهم ثلاث ساعات. ولكي لا يدخلوا اليأس أبدا
طالما أنت هتكت ستار الظلمة بقيامتك, إذ قمت أيها النور الحقيقي, وفيك أدخلت
البشرية فئ نور أبدى.
+ أدخلنا اليوم يا ابن الله في هذا الصليب, صليب الحبيب، لندخل معك القضاء ونخرج
مغفوري الخطايا والزلَّات. أمين.
+ سامحنا يا ابن الله واقبلنا في هذا اليوم، لنكون شركاء حبك العظيم الذي دفعك إلى
هذا الصليب. أمين.
+ ليتمجد اسمك في كنيستك، من الآن وإلى الأبد. أمين.
+ أيها الجسد المسجى المثخن بالجراح، المكسور عنى وعن كثيرين...
+ لقد حان يوم تكفينك...
+ ماذا أقدم اليوم إكرامًا لجسدك الذي تمزق عنى؟...
+ أريد أن أكون كمريم النشيطة، التي سبقت بالرؤيا كنبيَّة، وطيبت بالناردين الجسد
حيًا...
+ ولا أريد أن أكون كالمجدلية التي ذهبت لتطيبه ميتًا فوجدت القبر فارغًا...
+ يا سيد، أقدم لك الآن شبابي قبل أن يذبل...
+ وأسكب حياتي كلها منذ الآن في حبك لأطيب قلبك...
+ واليوم أطلبك لأتوجك ملكًا على قلبي...
+ وأتقدم إلى مائدتك، لأسجد لجسدك، وأخذه شفاء لموتى ودواء لأوجاعي...
+ يا كاسر شوكة الموت، يا غالب الجحيم، بقيامتك نقضت أوجاع الجسد، وكسرت سطوة
الألم.....
+ أقمت الاتضاع. أحييت المحبة. مجدت الصليب...
+ أدخلت الحياة الجديدة إلى عالمنا الميت....
+ بددت يأس الإنسان. وعوض العجز والمذلة والذلة نفخت فيه صورة سلطانك...
+ كشفت سر الإنجيل، وأضأت الطريق، وفتحت ذهننا لإدراك سر الخلود...
+ أسَّست رجاءنا بغير المنظور، وبكل وعد الآب، وبكل ما هو آت ... قويت إيماننا بنصرة
الروح على الجسد، وغلبة الحق على الباطل، وحقيقة الدهر الآتي.
+ رفعت المحبة لنتخطى الألم، ونتجاوز الموت، ونتشجع في بذلها إلى أقصى حد.
+ أدخلت في قلوبنا سر الفرح الحقيقي الذي لا يمكن لأحد أن ينزعه منا.
+ أنا اليوم أتنسم من قبرك رائحة حياتي...
+ وأخذ من حنوطك مسحة لقيامة الجسد...
+ الآن تحولت حقيقة القبر عندي من مقر إلى عبور...
+ وعوض قسمات الحزن ولطخات الدم، ينطبع بهاء نور وجهك في قلبي...
+ الآن جروح يديك ورجليك تجعلني أسمو بجروحي...
+ وجنبك المفتوح، شهادة حياة، تبدد عنى كل أهوال الموت...
+ قيامتك يا سيدي أكدت لي وعد مجيئك فلا تبطئ وتعال سريعًا....
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/masy6zc