أبنائي الأحباء في المهجر كهنة وشعبًا..
سلامي ومحبتي راجيًا لكم كل خير من الرب لعلكم تكونون نامين في النعمة ومعرفه ربنا يسوع المسيح وبعد:
أهنئكم بعيد الميلاد المجيد وببدء عام جديد لعله يكون جديدًا عليكم في كل شيء وفي روحياتك بوجه خاص.
من الكلمات التي اذكرها بمناسبة عيد الميلاد ما قيل عنه في فترة تجسده إنه كان يجول يصنع خيرًا (سفر أعمال الرسل 10: 38).
إنه درس لنا في حياتنا أن نكون مثله نجول نصنع خيرًا...
والخير ليس هو مجرد ترك الخطية فهذا هو الجانب السلبي فقط.. إنما المهم جدًا هو الجانب الايجابي أن نصنع خيرًا مع كل أحد. بحيث أن كل من يقابلنا في طريق الحياة ينال خيرا. بأية الطرق.
وقد قال الكتاب عن هذا الخير الايجابي: "مَنْ يعرف أن يفعل حسنا ولا يفعل فتلك خطيه له" (يع4:17)، ونص الآية هنا في موقع الأنبا تكلا: "فَمَنْ يَعْرِفُ أَنْ يَعْمَلَ حَسَنًا وَلاَ يَعْمَلُ، فَذلِكَ خَطِيَّةٌ لَهُ." (رسالة يعقوب 4: 17).
إذن الخطية ليست مجرد فعل الشر والدنس إنما أيضًا عدم فعل الخير هو خطية. وليس هذا في العهد الجديد فقط بل في العهد القديم فقط إذ يقول الكتاب: "لاَ تَمْنَعِ الْخَيْرَ عَنْ أَهْلِهِ، حِينَ يَكُونُ فِي طَاقَةِ يَدِكَ أَنْ تَفْعَلَهُ. لاَ تَقُلْ لِصَاحِبِكَ: «اذْهَبْ وَعُدْ فَأُعْطِيَكَ غَدًا» وَمَوْجُودٌ عِنْدَكَ" (سفر الأمثال 3: 27، 28).
وليس الخير في العطاء المادي وحده بل في العطاء الروحي أيضًا:
في الخدمة والكلمة الطيبة كلمة النصح وكلمة الفائدة وكلمة التعزية وكلمة اللطف والمجاملة التي تكسب بها أصدقاء عمل الخير.
هو أن تهدى الناس إلى الخير وفى الجواب اللين الذي يصرف الغضب (سفر الأمثال 15: 1).
ويمكنك أن تعمل خيرًا بان تريح النفوس المتعبة كما قال السيد الرب: "تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ." (إنجيل متى 11: 28)، بالوجه المبتسم البشوش تفعل خيرًا، وبهذا يستبشر الناس حين يرونك.
وتفعل خيراً إن أمكنك أن تشترك في العمل الكرازي أو توصل كلمه الله إلى غير العارفين أو الإيمان إلى غير المؤمنين.
الخدمة في الكنيسة هى عمل خير: فلا تجعل الشيطان يغرس فيها زوانًا عن طريق الانقسام وجب الذات.
يا أبنائي الأحباء ضعوا هذا المبدأ أمامكم في العام الجديد: إن كل يوم لا تعملوا فيه خيرًا لا تحسبوه من أيام حياتكم.
لقد خلقكم الله على صورته والله صانع الخيرات فكونوا انتم كذلك على صورة أبيكم السماوي تصنعون خيرا مثله..
وليس فقط حينما يطلب الناس منكم هذا الخير لهم بل دون أن يطلبوا. لتكن لكم الحساسية نحو احتياجات الناس وقدموها لهم ولا تنتظروا أن يطلبوا ولتكن لكم الحساسية التي تدركون بها ما يفرح الناس وحاولوا أن تفرحوهم. وهكذا تجولون تفعلون خيرًا.
وليكن الرب معكم يسمعني عنكم كل حين كل خير صالح.
بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية
يناير - 2012 م
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/News/Coptic-Papal-Messages/Christmas-Papal-Message-for-2012_.html
تقصير الرابط:
tak.la/25njbtb