العرش اللحمي لرب القوات
حيث الطوبي والغبطات
بدأ داود يرنم بالألحان
قامت الملكة عن يمين السلطان
توما رسول الابن الكلمة
نظر ملائكة نورانية جمة
ثارت أشجانه فناداهم بالصوت
حتى انظر مسكن اللاهوت
جرى نحوهم في الحال
عاين مجد ذى الجلال
حبقوق اسرى به مولاه
لكي يري وتقرعيناه
خطب واختار الرب القدوس
فصارت السماء اللحمي المحسوس
دلت النبوات عن مريم
تري الكرسي أم هي أعظم
ذى مريم البكر البتولية
مريم سحابة روحية
رآها توما في بلاد الهنود
فأسرع إلى تلاميذ المعبود
زف البشري إلى الحواريين
فاستبقوا النبأ متعجبين
سألوه زدنا بيانًا
أم تريد أعلاءها شأنا
شق ذلك على توما وقال
لنري أن كان جسدها لا يزال
صدقوا وآمنوا يا أخوان
مرفوعًا إلى السماء بالألحان
ضاق بهم وسيع الأمل
ولكي يحققوا الظن بالعمل
طفقوا ينعمون الفكر والنظر
وقد داخلهم الحزن والكدر
ظهر عليهم الجزع والضجر
وقالوا من ذا الذي جسر
على الأكف رايت سيدتي
والملائكة اقتربوا إلى ناحيتي
غريب عنكم ما رأيت
وجعلني الله من أبناء البيت
فسح القدير لهم الآمال
وقد انجز وعده في الحال
قامت الملكة عن يمين القهار
على منكبيها قد صار
كل الألسنة البشرية
وتعلن مناقبها السنية
لها يشير داود البار
مشتملة بحلل الأنوار
مدوا للوديعة بساط السحاب
ادخلوها داخل الحجاب
ندى حرمون على الصفوف
ومن تخضع له الألوف
هي تدعي أم الرحمان
أمر لا يختلف فيه اثنان
وثيق فينا هذا الإيمان
لا يحولنا عنه الحدثان
لإنزال راجين من لدنها
لأماكن راحة نسكنها
يا من نزل من علو السماء
انظر إلينا نحن الضعفاء
|
|
|
|
رفع إلى أعلي السموات
والتمجيد فيكل آن
في مديح مريم منذ زمان
رب الأرباب منشئ الأكوان
وهو في الهند قائم بالخدمة
حاملين جسد أم الديان
تأنوا يا خدام رب الصباؤوت
الذي تجسد منه ابن الرحمن
ونظر جسد ام المتعال
الذي له العظمة والسلطان
من اورشليم إلى علو سماه
بجثمان مريم ام الديان
النقية مريم البكر العروس
حاملة اللاهوت ذا السلطان
انها العرش بل أعظم
الكرسي نور حامل النيران
قد حملت النار المحيية
أمطرت لنا الحياة والغفران
يحملها من السماء جنود
وأخبرهم بما رآه بالعيان
واكد لهم المنظر بيقين
إذ كان بعيدًا عن الأوطان
هل رأيت جسدها عيانًا
أم بهذا أخبرك إنسان
هيا بنا إلى قبرها في الحال
به أم خلا منه المكان
إني رأيته مكللا بالتيجان
على أيدي ملائكة الرحمن
وظنوا قوله غير محتمل
كشفوا القبر بامعان
ويقبلون ما خفي وما ظهر
لئلا يكون سرقة إنسان
وتبلبلت حواسهم والفكر
اتي واختطف الجسمان
قال توما وأنا في يقظتي
وشاهدت الجسم بالعيان
ولكني عاينت وحظيت
ومثلكم منحت الرضوان
ووعدهم برؤيتها في جلال
ورأوا جسدها حيا كما كان
موشاة بالذهب المختار
تبهر لمنظره العينان
تطوب هذه العفيفة النقية
في كل آن وزمان
جميع مجد ابنة الجبار
مزينة بأبهي الألوان
ارفعوها إلى عرش وحيد الأب
لتسعد في حضرة السلطان
قد أمطر برشاش الزوف
احتجب في احشاها كالصبيان
هي والدة الإله المنان
ولا يدخله الزور والبهتان
إلى لفظ الحياة وغمض الأجفان
ولا ياتيه الباطل والكفران
شفاعة منيفة عند أبنها
هناك في فردوس الحنان
وتجسد من سيدتنا العذراء
وأختم ايامنا بالاحسان
|