سبع قطع لعيد القيامة المجيد: مديح المجد والعظمة للإله ذو الحكمة السامية *

المجد والعظمة للإله
من أشرق علينا فضله ورضاه
أرشدنا بانذاره وهداه
وحمل عنا الآلام برضاه
وذاق الموت بناسوته
وتجلي بعزة لاهوته
وفي ثالث يوم لصلبوته
واستراح آدم في أرض حياته
واللص القاتل المجرم
وتأمل ببصره وعلم
اعترف به جهارًا مع التكريم
وولج حالا منفذ النعيم

ذى الحكمة السامية عن الأفهام
وخولنا أشرف الأنعام
وأبرانا من أنواع الأسقام
ليمحو سطور سجل الآثام
ليحيينا من موت الذنوب
ليرد آدم الجد المشجوب
نهض قائما بجلال مرهوب
وبنوه فازوا بالأمل المرغوب
منذ تيقن السر المكنون
أن المصلوب هو ملك الكون
فحظي بنوال نعيم مصون
وفاق فضله رؤساء صهيون

المجد والتقديس الأعظم
نسبحك بأجل نغم

يليق بك يا فادي صهيون
أخرستوس أنيستي أيكنكرون

هلموا بتهليل وسرور
نمضي إلى البستان بحبور
نسوة معهن طيوب وعطور
متوهمات أن المسيح مقبور
لمحن الملائكة تبرق
بانوار زهية تشرق
والقبر الذي كان مغلق
وترتب الحراس محقق
والحجر الذي كان محكمًا موضوع
والملائكة تنادي بصوت مسموع
دهش النسوة بعجب ودموع
ولم يدركن أسرار يسوع
  

نزور مدينة الآب داود
لنشاهد عملا غير معهود
للقبر بحزن غير محدود
ولم يدرين للسر الموعود
بلبوس فائقة اللمعان
فصار عقلهن لذا حيران
مختوم من الرؤساء مصون
وهم للضريح حافظون
قد فض وشاهدته العيون
قد قام الآن الرب المكنون
وتحيرت بنات صهيون
وصادق وعده المصون

ما لكن يا أيتها النسوة
حاملات طيب بعزم وقوة
ألم تدركن عزته القصوي
أنه تألم لشفاء حوا
وينهض من قبره بقدرة
وتعم بقيامته المسرة
وتتهلل أمه العذرا
وتذيع الرسل البشري
إلى متى وقوفكم يا حراس
هل تضبطون قدس الأقداس

ذاهبات بنوح واكتئاب
ليمسحن قبره المهاب
ووعده الصادق بلا ارتياب
وبنيها وبناتها من الأوصاب
في ثالث يوم بمجد جليل
وتخزي كهنة إسرائيل
ويمتلئ فؤادها بالتهليل
ويتأيدوا بحكمة الإنجيل
وما لكم بالرعب داهشون
قد قام حيا من كان مدفون

النسوة شملهن العجب
وبشرتهن بفرح القلب
ترددن باندهاش وطرب
وتحققن بانه الرب
بطرس ويوحنا قد بادرا
وأقبلا للبستان سرا
والأكفان والمنديل جهرا
بقيامة المدفون سحرا
دموعًا جارية بانسجام
وتحققوا الوعد والمرام
وأقبل عليهم مانح السلام
وأوضح لهم أنه قد قام
 

وخاطبهن ملائكته
إذ ظهرت لهن قيامته
حتي يتمتعن بنظرته
وأسرعن ونظرن إلى مقبرته
ليختبرا الأمر الصحيح
ودخل بطرس الضريح
تنادي بلسان فصيح
فتفطن الرسول السليح
قد مزجها بفرح الحواريون
الذي كانوا له ينتظرون
ووعدهم بسره المصون
يقينا بجسمه المدفون

أفرحي يا عذراء يا كوكب الأنوار
الذي طهرنا من الأوزار
يا مجمع الرسل الأحبار
قد قام المسيح بعز ووقار
يا رؤساء اليهود الجاحدين
ويسوع نهض أيها الغافلين
حراسكم قد هلعوا جازعين
وارتعدوا وصاروا كالميتين
وجنوده السمائية تبشر
وعلى قبره بهجة تبهر
بثياب بيض تبشر
بقيامة الملك المقتدر
   

بقيامة نجلك الوحيد
ومنحنا سرورًا مع تأييد
ترنموا وانشدوا أعذب النشيد
متجليًا بعظمة وتمجيد
أوهامكم ذهلت كالأحلام
مشرقا  بالنور والإكرام
وتزعزت منهم الأفهام
من قوته عندما قام
بقيامته بحكمة وسكون
يسر بها الناظرون
بحلول السلام لسكان اكون
الذي له يرجو الصالحون
 

اليوم زال ظلام البهتان
اليوم اظلمت مجمع حنان
اليوم شرف الصلبوت قد بان
اليوم انقشعت سحب الأحزان
اليوم انهزم عسكر أبليس
ودخل فردوسه بوجه انيس
اليوم داود بقيثارة نفيس
هذا يوم الفرح والتقديس
اليوم اللص كمل رجاه
وبلغ في النعيم كل مناه
اليوم كملت أسرار الحياة
وناموس موسي بلغ منتهاه

وأشرقت شموس الإنجيل
واستضاءت خواص عمانوئيل
وترنم بطري بالتهليل
عن الرسل ونالوا كل تبجيل
وتعزي آدم الأب الحزين
وترنم مع الأنبياء الصالحين
يبشر مرنما بالتلحين
صنعة الباري للفائزين
وفاز من المصلوب بالأربون
وهناه الأنبياء السالفون
التي يرجوها الصديقون
وتلألأ بالنور المسيحيون
 

بشراكم يا أبناء الإيمان
وما نلتموه من الرضوان
فسبحوا الرب الديان
ورتلوا بأعلى الألحان
المجد لك أيها لأزلي
وأنت الكائن المتجلي
أشرقت علينا أيها العلي
ومنحتنا الشرف الكلي
أدم نعمتك أيها القدوس
واجعل لنا حظا في الفردوس
وأجعل البابا بطريركنا محروس
وأذكر عبيدك القسوس
إليك الشعب وكل الطقوس
قدوس قدوس العلي قدوس

بما فزتم به من النعمة
والرأفة والحبور والحكمة
وأشكروه على وافر النعمة
المجد لك أيها الكلمة
يا من أتيت إلى العالم
في حضن أبيك الدائم
وأفضت لنا أجل النعائم
ومحوت عنا الجرائم
علينا لأننا شعبك الخاضعون
الذي تفرح به الصديقون
من كل هموم محفوظ مصون
وكذا الشمامسة والمرتلون
يرتلون بالنشيد قائلين
له الكمال في كل حين