الصوم الصوم يا شعب الرب
حلوا العداوة وكل الغضب
بادروا بالصوم النقي المبرور
بفكر صاف من كل شرور
تأهبوا في عالمكم
توبوا واقعلوا عن آثامكم
ثابروا على رحمة المحتاج
بها تحظوا بالابتهاج
جليل هو قدر الصيام
وتزين برحمة الآنام
حقا يكون صومنا طاهر
وازلنا الغش الحاضر
خير جزيل يوافينا
إذا ابتعدنا وتنحينا
دواء شافي يكون الصيام
من محبة وسلام وسمو المقام
ذم الكتاب كل من صام
وفي ظلام الضلال تاه وهام
رتب أفكارك وهذبها
واعتنق بالتوبة وتممها
زر أخوانك بوداد جلي
وأخز ابليس وكد الشقي
سل عن ضيقة اخيك المحزون
ومتى امكنك فزر المسجون
شمر عن ساعد الاجتهاد
واكنز لرحيلك اشرف زاد
صف عقلك من الأكدار
تجنب عادات الأشرار
ضياء عقلك كالصبح إذا لاح
وأجريت دموعا ببكاء ونواح
طهر نفسك بالصلوات
وابك على ذاتك بالحسرات
ظاهر الجسد وباطن الروح
وللزائلات لا تكن في طموح
عود ذاتك مع الجميع
ولكلمة الله كن أول مطيع
غش الضمير أطرده عنك
وارج الخيرات لاخوانك
فبهذه المزايا وباقي الصلاح
ويشرق برك كالمصباح
قوة الإيمان تغير الأفكار
ليقبل الرب توبتك كالعشار
كرامة الرب تحل عليك
وتصير بهذا عبادة فيك
لكن يا صاح إذا توانيت
وإذا ما صمت وصليت
ما دمت تبغض بني جنسك
ثم تشعر بمرض نفسك
نفي الجروحات بدواء التوبة
ومع الملائكة مصحوبة
هذا هو الصوم الروحاني
هذا هو السبيل الحقاني
وحينئذ صم يا إنسان
ولا تمتلئ فتصير سكران
لأنه يقبل جميع عملك
وتفرح الملائكة لاجلك
يرفع صومنا أمام الحبيب
ويتقدم كبخور وطيب
يا أيها الشعب المحروس
واهتفوا بدعاء لمحيي النفوس
يا من بمجيئه انقذنا
احفظ بالنعمة مجمعنا
|
|
|
|
صوموا صوما طاهرا بالقلب
وتطهروا من درن الطغيان
بصلاة حارة بغير فتور
وعقل مستنير بالإيمان
بزاد صالح ينفع لمقدمكم
وارفضوا اللذات وفعل العصيان
فهي اشرف سبيل ومنهاج
والسرور والتهاني ورضا الرحمن
إذا اقترن بصفا الأفهام
والسعى في الخير والبنيان
إذا أصلحنا الضمائر
وأحببنا بقلوبنا الأخوان
ونعم سماوية تأتينا
عن إشراك العدو الشيطان
لننال الفضائل من رب الآنام
والإخلاص والرحمة لكل إنسان
وهو مملوء من الآثام
وصار في أحواله كالسكران
بمعاني الإنجيل واتل بها
واترك المخاصمة والعدوان
وتصافح معهم بعقل نقي
واحتضن بالوداعة والاحسان
سله بلفظ الحب المصون
واضرع عن خلاصه للرحمان
واقضى حاجة المسكين بوداد
تجد رحمة عند الديان
واغسل ذاتك من الأوزار
وتمثل بالاتقياء الشجعان
إذا اعترفت بالإفصاح
على ما افنيته من الأزمان
وامزجها بأذراف العبرات
تقبل توبتك فتحظى بالغفران
اغسلهما بالأسف والنوح
وارغب في الملكوت أيها الإنسان
على التواضع بخلق وديع
وأخفض جناحك لصوت الإيمان
وبالتسابيح أملأ ذهنك
كما تهوى لنفسك الرضوان
يصير صومك كالنور الوضاح
ويسطع ضيائك باللمعان
وكثرة الصلاة تفوق عطر الأزهار
ويرتعد منك الشيطان
ونعمة الغزيرة تأتي إليك
كأنها أزكي قربان
وعن التوبة الصادقة تراخيت
وأنت هكذا تعيش خسران
ولا ترحم فقير يلتمس منك
فكيف ينفعك جوع الأبدان
فتصير عبادتكم محبوبة
مقربة لعرش الديان
هذا هو الفعل الطوباني
أعمال الصلاح برجا وإذعان
بالقناعة والتعفف عن الألوان
ولكن أشرك معك الجوعان
ويغفر لك القدوس كل زللك
ويحيطون بك في كل اوان
بهذا العمل الزكي الخصيب
فيمهد لنا سبل الغفران
ارفعوا قلوبكم إلى القدوس
كي يوهبنا رحمة مع غفران
وبحكمة قد صام عنا
وثبتنا على أسس الإيمان
|