تمجيد الأحد الثالث من شهر كيهك: مديح خطرت حمامة في بيت زكريا *

خطرت حمامة في بيت زكريا
فخرجت ذات العقورية
السماء الثانية الجسدانية
قبلت البشرى الجبرائيلية
بالابن الخالق تحبلين
اليصابات عاقر لسنين
تمت ستة أشهر بتمام
لا يقول إلهك قط كلام
ترأى البشير صاعد لمولاه
لانظر هذا الحبل وآراه
جاءت الحمامة الوديعة
سحابة وأمطارها بديعة

وفي أميالها أعطت سلام
للقاء والدة منشئ الأنام
مريم عرش الله المتعال
حين بشرها النذير وقال
وأعطاها علامة للتصديق
واليوم حبلى بنبي وصديق
لها من بعد العقورية
إلا وفيه قدرة أزلية
فكرت مريم قائلة أقوم
فتركت الناصرة والتخوم
كندي حرمون فوق جبل صهيون
أمطرت طل الرخا في صهيون

جذب شمس البر سواعى ضياه
وفي عين كارم حل برؤياه
حل القصر النفساني
حامل واحد ليس له ثاني
حمامة يمامة كقول سليمان
بشرتنا بسلام وطمأن
حمامة تصيح في أراضينا
وعلى منكبيها بارينا
خرج العبد يتلقى مولاه
وجوف الصبية فيه انشاه

حملا للعجلة النارية
ودخل إلى بيت زكريا
وأقدامه عجلات نارية
خالق أزلي نار محيية
ونخلة حاملة أثمار الحياة
والشفاء من منكبيها قبلناه
وقفت في بلاد الأموات
ليصير الأرض كما السموات
جوف العاقر له ستر حجاب
في عرشه اللحمي وفي حضن الآب

خرج الصابغ للقاء ربه
وتنازل إليها بغزير حبه
دنت العاقر لتعاين الأمر
العاقر ليل وسراجعها القمر
دل السيد القادر يده
وبيمينه عمد عبده
دهش العبد من لقاء مولاه
سجد المخلوق لمن إنشاه
ذا من يوهب عبده عطاياه
إلا إلهنا المفتقر برضاه

والصنعة احتاجت للصانع
فعل كل شيء بغير مانع
والليل المظلم حضن النهار
والصبي نهار وشمس الأبرار
وأدناها من داخل الجوف
ونضح عليه رشاش الزوف
وتحرك وتهلل في الجوف
وامتلأ رهبة ورعدة مع خوف
ويعود يتسولها منه
وبمسكنته اغنى عبده

ربنا عمد يوحنا عبده
ورجع سأل الصبغة منه
رقص داود قدام تابوت العهد
رقص يوحنا قدام رب المجد
زمر يا داود بأرغن وقيثار
الحق اشرق من الأرض اجهار
سمعت العجوز خاص السلام
سلام من فم حمام ويمام
شاهد الصابغ والدة ربه
ولوقته صاح على فم أمه

في الجوف وملاه بروح التهليل
كأنه محتاج وهو مغنى جليل
وهو محمول على الدواب
وهو في بطن أمه وفي حضن الآب
قل الرحمة والعدل تلاقيا
والعدل هو يسوع أهيا شراهيا
وهو خارج من فم صبية
فامتلأت بالنعمة الإلهية
وامتلأ حكمة وسر وبرهان
قال مباركة أنت في النسوان

صارت حواء أم الأحياء
لما لعنت بالمعصية
وصرت مباركة حين باركك
وجميع النسوة تباركوا بك
ضلال آدم أضل الرجال
وبيسوع ابنك الرب المتعال
ضمنت لي كل البركات
طوباك يا من قبلت الكلمات
طاب فلب مريم البتول
وسبحت الله وبدت تقول

وقد صارت أم الأموات
ولعنوا بها كل النسوات
ربك بملاكه غبريال
وعتقوا من كل ضلال
والجميع صاروا به ملاعيين
تبارك جنسهم أجمعين
من أين لي مجيء أم ربي إلى
وامنت بأنك أم الحي
صاحت للوقت بصوت ما أبهاه
تتعظم نفسي بالإله

ظهر تهليل روحي بالخلاص
نظر لتواضعي بغير انتقاص
ظهر فضله لكل الأجيال
قد حل في أحشائي ابن متعال
عظائم صنعها بي المتعال
ومراحمه إلى كل جيل الأجيال
علو ذراعه صنع القوات
اسقط الشياطين من السموات
عال الجائعين واشبعهم خيرات
فارغين فقراء من الصالحات

خالقي في احشائي وهو الصانع إياه
أنا أمته وامه وسماه
ومن الان يعطوني الطوبى
وأكمل بي الرموز المكتوبة
قدوس اسمه في علو سماه
وعهوده أكملها لإصفياه
والأعزاء من الرتب أنزلهم
ليجلس الناس في مراتبهم
والأغنياء قد أرسلهم
ليحتاجوا إليه ويخلصهم

عندما تزوجت رفقة بثبات
أنت يا اختنا لألوف وربوات
غابت رفقة وظهرت مريم
طرد المعاندين من جلال أعظم
فتاة إسرائيل ابن إبراهيم
من نسلى أنا ابنة يواقيم
قد صار ولدى نسل ليعقوب
قد حل في احشائي إله مرهوب
قامت مريم عند اليصابات
كمل الزمان وجاءت الآوقات

ودعوها اخوتها قائلين
وزرعك يرث مدن معاندين
قالت هذا القول حقا يقين
ورفع عوضهم المتواضعين
عضده ورفعه وبارك زرعه
ظهر منه ربه ورفعه
وإبراهيم واسحق نالا الميثاق
وأكمل بي الموعد والميثاق
ثلاثة أشهر متوالية
لميلاد كاروز المعمودية

كملت العجوز الصبية
يا مركبة لحمية ونارية
لا يمكن ان الأمة تجلس
امض لبيتك باسماء مقدس
مضت راجعة للناصرية
طردت طوفان كل خطية
نايم غافل ودني وقتي
وتدانت وقربت مسكنتي
هامتي مطروحة قدامك
اتخذيني من خدامك

وقالت لها أمض بسلام
جالس عليها منشئ الأنام
والسيدة تخدم بقيام
رجعت البتول إلى بيتها بسلام
حمامة في فمها غصن الزيتون
قد بشرتنا بإله مكنون
وشمسى قربت للمغيب
وأنا بجميع الخطايا معيب
وعلى قدمي ساجد وذليل
يا والدة يسوع عمانوئيل

ولي شبابي واقترب الحصاد
وأنا سالك في كل فساد
والساعة اقتربت مني
ولا صدر حنون يضمني
لاحظيني يا والدة الإله
اسألي ابنك يوهب لي حياة
يا مريم إن كان عدوي يزير
والأولى هو ابنك رب قدير
يورثني ابنك هو أولى بي
ابنك يمحي رق ذنوبي

والزارع طالب حصاد زرعه
حائد عن أحكامه وشرعه
والحاكم عادل عديم الجور
وموضع عذابي عميق بالغور
من غيرك أجد لذنبي ضمين
يا عون الفقراء ورجاء المساكين
طالبا حقلا ما تعب فيه
جابلني وأنا من صنع يديه
ولا يورثني عدو شرير
ويخدمني في كرمة أجبر

ولا يحسب على ذنوبي
وإن كنت لا أصلح لصوابي
ولا تودعيني لأخر السوق
استحلفك بالعهد الموثوق
وسلامك فليدرك شعب ابنك
ورتب ملتنا طالبين عفوك
يا من خلصت سفينة نوح
اجعل باب البيعة دائما مفتوح

ولا يجعلني ذليل وأسير
فمراحمه عميقة وفضله غزير
لئلا يضيع رأس المال والموت
تشفعي في أمام رب الصباؤوت
احميهم اجمع نساء ورجال
وبك يبلغوا كل الآمال
وعلى رسلك حليت بالروح
بصلاة مريم ريحانة النفوس