تماجيد ومدائح الشهداء والقديسين المكتوبة
أبدأ باسم خالق الأكوان
من له الأقدار والسلطان
بعونه قد انتصر الشجعان
فشيدوا بجهادهم الإيمان
تمادوا على حب الجهاد
فأرشدوا من كان في فساد
ثابروا على الجهاد والإيمان
الذي برهن على الديان
جاهر بالدعوة لدين المسيح
بقلب ثابت وإيمان صحيح
حارب سبع سنين الأعداء
وداوي بمرهم ثباته الداء
خاطبه ملك ملوك الفرس
فأظهر له شهامة النفس
دبر لهلاكه التدابير
ونجاه من شره القدير
ذلك جرجس المقدام
الذي مات أبوه الوزير الهمام
رغب أن يكون محل أبيه
ليجعله بدل والده ويوليه
زاد غضبه واشتد
وقسم بينهم ما كان أعد
سألهم بعد ذلك السفر
وأن لا يذيعوا هذا الخبر
شاهد الملك وأمامه رسم
آلهتكم من الجمر الأصم
صعب على الملك الكلام
لأعطيم نصف ملكي بالتمام
ضاق صدر القديس من كلامه
فإنه من فضل ربي واكرامه
طار عقله من قول البار
بقوة الملك الجبار
ظهر غضب الملك فأمر
ففعلوا كل ذلك واشتهر
عاينه الملك فازداد غضبه
ولكن تداركه بالألطاف ربه
غلب الكفر على الملك واعماه
فاحضر أحد السحرة العتاة
فناوله كأسا في سم
وتعطف عليه الإله وتكرم
قبل الساحر الإيمان واعتراف
فقطعت ونال الشهادة والشرف
كل هذا والملك غفلان
حتى يحل به الذل والهوان
لجبره وعظيم كفره
فتضرع القديس لخالقه
مازال الكافر في طغيانه
وتمادي في قسوته وعصيانه
نال القديس الشهادة
واعطاه الله السعادة
هل على بيعته القبول
وفاز بغاية المأمول
لا تحرمنا من بركاته
ونجنا بعظيم شفاعاته
يا ربنا يا واسع الكرم
تفضل علينا بالنعم
واحفظ البابا بطريركنا الهمام
والكهنة والشمامسة والخدام
|
|
|
|
الذي له التصريف في الوجود
الإله ذو العظمة المعبود
على الكفرة أعداء الدين
وفتحوا للوري أبواب اليقين
لابادة جيوش الضلال
إلى طريق الرب ذى الجلال
بباهر الآيات وفصيح الكلام
مقدمهم مارجرجس الهمام
وانه الممجد منشئ الآنام
لا يثنيه ارهاب ولا إيهام
من غير ملل ولا تعب
فأخذ الكافرين العجب
في عبادة الأصنام
ورشقه بسهام الملام
فلم تنجح فيه المكيدة
فأحسن شكره وتمجيده
صاحب الإوصاف الحسنة
وهو ابن عشرين سنة
فسافر إلى مقر السلطان
فوجده يعبد الأوثان
ورجع إلى من معه من الغلمان
للملك من الهدايا الحسان
إلى بلادهم والأوطان
لأمة أو أحد الأخوان
علامة الصليب وقال
مأوي شياطين الضلال
وقال أطعني أيها الأمير
وأجعلك أجل وزير
وقال مهما كان من ملكك
فلا اغتر بزخرف قولك
إذ قال اقطع جيشكم
وأبدد بالمسيح شملكم
أن يعروه ويكسروا اعضاء
فأقامه الرب يسوع وشفاه
وامر بسجنه وضربه بالسياط
فأقامه حيا بعد الممات
فقال أنا جرجس سحار
ليذيقه الهلاك والبوار
فشربه القديس من غير ضرر
فخاب صنع من كفر
فامر الملك بقطع رأسه
ولم يخف من بطشه وبأسه
غريق في بحار ضلاله
ويعاقبه الله على افعاله
طلب تحويل الكراسي أشجارا
فاورقت وحملت أثمارا
مع صنع كل هذه الآيات
وفعل المنكر والسيئات
وحظي بنعيم الجنات
وورثه ملكوت السموات
فنال قاصدها كل غرض
وشفاه الله من كل مرض
يا إله الخلق يا قدير
فأمك الرؤوف النصير
يا من منحته السبعة أكاليل
لنديم لك المجد والتهليل
وشريكه أسقفنا المفضال
بلغهم كل فضل وكمال
|
____________________
*
عيد استشهاد القديس جرجس من روما: 23 برموده
* تذكار تكريس كنيسة سان جورج: 7 هاتور
* تذكار نقل جسد الشهيد ماريجرجس: 16 أبيب