إن السيد المسيح قدمه مارمرقس للرومان علي اعتبار إنه الشخص القوي صاحب السلطان، رجل العمل والعلم والأعاجيب، الصورة التي تتفق مع محبة الرومان للقوة والعمل. ولكن كان لابد بعد ذلك أن يجذبهم إلي تعاليم المسيح الروحية في الاتضاع والزهد، كصاحب مملكة روحية.
وهكذا ذكر أن المسيح كان يوصي من تحدث معهم الأعاجيب ألا يخبروا واحدًا، وأن لا يظهروه (مر 3: 12، 4: 44، 5: 43، 7: 36، 8: 26، 9: 9). وأوصي تلاميذه بنكران الذات وحمل الصليب (مر 8: 38).
ولما كانوا يحاجون بعضهم بعضًا من هو الأعظم، قال لهم "إذا أراد أحد أن يكون أولًا فليكن أخر الكل وخادمًا للكل" (مر 9: 33-37). وقال لهم أيضًا "أنتم تعلمون أن الذين يحسبون رؤساء الأمم يسودونهم، وأن عظماءهم يتسلطون عليهم. فلا يكون هكذا فيكم بل من أراد أن يصير فيكم عظيمًا يكون لكم خادمًا. ومن أراد أن يكون فيكم أولًا يكون للجميع عبدًا. لأن ابن الإنسان أيضًا لم يأت ليخدم بل ليخدم ويبذل نفسه عن كثيرين" (مر 10: 35، 45).
فإن كان المسيح القوي العظيم ابن الله هكذا، فليتضع الرومان.
وهكذا أورد أيضًا قول المسيح "تحرزوا من الكتبة الذين يرغبون المشي بالطيالسة، والتحيات في الأسواق، والمجالس الأولي في المجامع والمتكآت الأولي في الولائم.. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ولعلة يطيلون الصلوات. هؤلاء يأخذون دينونة أعظم" (مر 12: 38-40) وهكذا حضهم علي الزهد وترك المال وكل شيء لأجل الله (مر 6: 8، 8: 34-36، 10: 17-30).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/nd9vk2x