عبارة لأب كاثوليكي:-
في كتاب (المطهر) للأب لويس برسوم ص48، بعد حديث طويل من (العقاب الزمني) الذي وقع على داود النبي، يقدم المؤلف اعتراضًا بخصوص الكفارة بدم المسيح، ويرد عليه فيقول:
"قد يقول قائل إن ذلك كان في العهد القديم. وأما في العهد الجديد، فتكفى التوبة للفوز بدخول السعادة الأبدية. لأن المسيح قد كفر عنا. ومن ثم فلم يعد بعد من عقاب أو عقوبات علينا، نحتاج أن نكفر عنها".
"ولكن هذه مغالطة، أبعد ما تكون عن الواقع والحقيقة. إذ كما يعلن القديس بولس "إننا إنما نشارك المسيح في آلامه، لنشارك في مجده" (رومية 8: 17). وهذا يعنى أننا لم نشارك المسيح في عملية التكفير، قلما يكون عن خطايانا فلن نشاركه في مجده"!!
صدقوني أنني قرأت هذه العبارة فذهلت من أمرين:
1 – اعتباره أن القول بأن المسيح قد كفر عن خطايانا، وإننا لم نعد في حاجة أن نكفر عنها، إنما هو مغالطة أبعد ما تكون عن الواقع والحقيقة!!
2 – اعتباره أن الشركة في آلام المسيح، تعنى أن نشارك المسيح في عملية التكفير، على الأقل في التكفير عن خطايانا!!
هذا الأمر يجعلنا ندخل في موضوع أخطر من المطهر، وهو ما قدم به المسيح من كفارة...
العجيب أن المؤلِّف يشرح بعد ذلك أنه لا خلاف أن المسيح هو فادي الأنام وليس سواه، وأنه "ليس بأحد غيره الخلاص" (أع4: 12)، وأن دم المسيح يطهرنا من خطية (1يو1: 7). ثم يقول "ومع ذلك لم يعف داود من العقاب الزمني المرتب على الخطية" ويستطرد:
"مما تقدم يبدو بوضوح بأن هناك – فضلًا عن العقاب الأبدي يعفى منه التائب بمجرد حله من وصمة الخطية هذا العقاب الكفارة "إن لم يأخذ مجراه في هذه الدنيا، فلا مفر من أن يأخذ مجراه في الآخرة، في المطهر" (ص48).
إذن لابد في المعتقد الكاثوليكي، إن الإنسان لابد أن يكفر عن خطاياه، بعقوبات على الأرض، أو في المطهر. وتعتبر هذه العقوبات شركة في الآم المسيح، حسب قول الأب الكاتب..! وهنا نود أن نورد حقيقتين إيمانيتين أساسيتين وهما:
1- الكفارة عن الخطايا هي بدم المسيح وحده... وحده.
2- شركة آلامنا مع المسيح، ليست إطلاقًا شركة في الكفارة.
المسيح هو الذبيحة الوحيدة المقبولة للكفارة عن الخطايا. لأن المفروض في الذبيحة أن تكون بلا عيب، وأن تكون غير محدودة لتفي العقوبة غير المحدودة بسبب خطيته غير محدودة، موجهة ضد الله غير المحدود. ومن هنا كان لا بد من التجسد الإلهي.
أما الإنسان، فلا يصلح أن يكون كفارة، أبًا كان.
"الجميع زاغوا وفسدوا، وأعوزهم مجد الله. ليس من يعمل صلاحًا، ليس ولا واحد" (مز14: 2، 3). والسيد المسيح يقول "إن عملتم كل ما أمرتم به، فقولوا إننا عبيد بطالون" (لو17: 10). لا الإنسان يمكنه أن يكفر عن خطيئته، ولا عن خطيئة غيره، لأنه إنسان خاطئ محدود. "وذبيحة الأشرار مكرهة للرب" (أم15: 8).
مهما تاب الخاطئ، ومهما أنسحق قلبه، ومهما مارس من تأديبات وعقوبات أرضية، ومهما صنع ثمارًا تليق بالتوبة... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). فلن يشترك مع المسيح في عملية التكفير.. إنه بكل هذا يستحق كفارة المسيح، لا أن يشترك معه في التكفير عن الخطية. إن الأمور اللاهوتية تحتاج إلى دقة في الفهم، وإلى دقة في التعبير. والكتاب المقدس بعديه يحصر الكفارة في الدم، في دم المسيح وحده لا غير لا يقوم إنسان بعملية التكفير، ولا يشترك في عملية التكفير، مهما تألم، ومهما دخل في شركة الآم المسيح... وهنا نسأل: ما معنى شركة الآم المسيح؟
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/ada7hc3