إن مبدأ الاختيار هذا فيه ظلم وفيه محاباة ولا يتفق مع عدل الله الذي (يجازى الإنسان حسب عمله) (2كو 5: 10). فإذا كان الله يرحم من يرحم، ويترأف على من يترأف، ويترك الباقين للهلاك، فكيف يتفق هذا مع عدل الله؟!
والذين عينهم الله للهلاك، ما ذنبهم؟! ألا يؤدى هذا إلى أن يقع الخطاة في اليأس، شاعرين بأنه لا فائدة من جهادهم، ما داموا أواني قد أعدت للهوان. أما الأبرار فأن هذا ولا شك يدفعهم إلى التراخي والتهاون، شاعرين أنهم مخلصون مخلصون، جاهدوا أو لم يجاهدوا..!!
ثم ما معنى الثواب إذا كان هناك أشخاص مكتوب عليهم الهلاك قبل أن يولدوا، وآخرون مكتوب لهم الخلاص قبل أن يولدوا؟! فالمختارون إذن ما فضلهم حتى يثابوا؟ والأشرار ما ذنبهم حتى يعاقبوا؟
وما لزوم الوصية إذن، إن كان مصير الإنسان محتمًا أطاع الوصية أو لم يطعها! ثم ألا يتعارض مبدأ الاختيار هذا مع إرادة الإنسان الحرة؟
وما جدوى الشيطان أيضًا في اختبار إرادة الإنسان؟
ما جدوى تعبه في إغراء المختارين وهم خالصون لا محالة مهما كانت إغراءاته؟ وما جدوى تعبه في إسقاط غير المختارين،، وهم هالكون حتى إن لم يحاربهم. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى).
وما لزوم الكرازة والتبشير والرعاية والتعليم، إن كان ذلك سوف لا يغير شيئًا مما كتب على الإنسان من اختبار أو رذل؟
إن فكرة الاختيار هذه توقع في بلبلة، وتتنافى مع عدل الله، كما تتعارض أيضًا مع إرادة الإنسان الحرة.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/y33syfk