إذا أخطا الإنسان وسقط، يحزن روح الله الساكن فيه.
وهناك فرق كبير بين أن يفقد الإنسان حرارته الروحية، أو تَقِل هذه الحرارة عنده، وبين أن يستسلم ويسقط. وإن كان روح الله يفرح هو وملائكته بخاطئ واحد يتوب، فلا شك إنه من الناحية الأخرى بسبب من يسقط. وعن هذا قال الكتاب:
"ولا تحزنوا روح الله القدوس الذي به ختمتم..." (أف3: 30).
ولكي يظهر أن أحزان روح الله، يأتي عن طريق الحياة في الخطية، قال بعد هذا مباشرة: "ليرفع من بينكم كل مرارة وسخط وغضب وصياح وتجديف مع كل خبث" (أف4 : 31).
إن الخطية لها آثار كثيرة: من جهة الإنسان، ومن جهة الله... أما من جهة الإنسان، فإنه يهلك نفسه بخطيئته، ويضعف قوة الروح فيه. وقد يؤدي غيره بهذه الخطية أو يعثره... أما من جهة الله، فإننا نحزنه بخطايانا.
ما أقسى الإنسان الذي يحزن خالقه، ولا يبالي!
نحن نحزنه، لأننا أثناء الخطية، نرفض الشركة مع روحه القدوس، ونفصل عليها أعمال الظلمة. ونحزنه لأننا أبناؤه، وهو يرانا نهلك أمامه، ونفقد الصورة الإلهية التي خلقنا بها (تك1). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ونحزنه أيضًا لأننا بالخطية ندخل في خصومة معه، أو ننفصل عنه. لأنه لا شركة بين النور والظلمة (2كو6: 14).
ومع ذلك، فالله -عندما نسقط- يحاول إرجاعنا إليه.
روحه القدوس يبكتنا على الخطية (يو16: 8). روحه الصالح يهدينا (مز43: 10). ذلك لأن الله لا يُسَر بموت الخاطئ، بل برجوعه إليه ليحيا (سفر حزقيال 18: 23). وهكذا يعمل روح الله على قيادة هذا الخاطئ إلى التوبة. ويبقى بعد هذا أن يستجيب لعمل الروح فيه أو يقاومه. وهنا نصل إلى النقطة الثالثة: مقاومة الروح.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/hcrca26