من طبيعة الطفل أنه دائم الحركة... له طاقة يستخدمها في الحركة. ولا نستطيع أن نجلسه في مكان ما، وهو مكتوف اليدين وصامت... لا يتكلم ولا يتحرك..!! فإننا إن لم نوجد له مجالًا سليمًا للحركة، سيتحرك بطريقة قد نراها مزعجة. وحينئذ يقابل منا بالانتهار أو العقاب. بينما لا يكون العيب فيه وإنما فينا. قد يستريح الأطفال مع مدرس مدارس الأحد الذي يعملهم ترتيله ملحنة مع الحركة. أو أثناء الدرس. يسألهم أسئلة ليجيبوا. فيرفع أحدهم يده، ويقف أحدهم ليجيب. وينشغلون في قيام وقعود في جو هذا الحوار أو التسميع أو السؤال والجواب، تحت إشراف المدرس، بطريقة شرعية لا خطأ فيها... والطفل المحب للحركة، قد لا يستطيع أن يبقى في الكنيسة ساعتين أو ثلاثة أثناء القدس الإلهي بدون حركة. بينما الطفل الابصلتس الذي يلبس تونية ويخدم في القداس، يجد نفسه يتحرك مع الأب الكاهن في خدمته، سواء في الهيكل. أو يمسك شمعة أثناء قراءة الإنجيل. ويركع ويسجد ويقف أثناء الصلاة ونشغل طاقاته...
أتذكر أن أسرة زارتني في مكتبي بالقاهرة.
وكان معهم طفل. ووجد أن المكتب واسع، فأخذ يجرى ويلعب فيه. فانتهرته أمه وقالت له "تعال يا ولد، اقعد ساكت، وبطل جرى. سيدنا هايزعل منك". ولكنني قلت له "ألعب يا حبيبي على كيفك". واطمئن الطفل وأكمل جريه في المكتب، إلى أن تعب من الحركة، فجلس هادئًا... لا تطلب من الطفل أن يجلس جامدًا بلا حركة، فهذا ضد طبيعته. ولا تقهره على ذلك بالانتهار أو الضرب أو التهديد... وإلا فإنه سوف يتعقد من السلطة واستخدامها، ويشتهي أن يتخلص منها. ومتى أوتى الفرصة، ربما يتصرف بطريقة خاطئة جدًا.
لا تطالب الطفل بأن يتصرف كالكبار.
تذكر قول القديس بولس الرسول "لما كنت طفلًا، كطفل كنت أتكلم، وكطفل كنت أفطن. ولكن لما صرت رجلًا أبطلت ما للطفل" (1 كو 13: 11). فلا تطلب من الطفل أن تكون له تصرفات لا تتفق مع سِنَّه، ولا نضوجًا فوق مستواه.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/yh7swq4