8- لا أنا:
مثال ذلك القديس بولس الرسول الذي قال عن خدمته الناجحة: «ولكن بنعمة الله، أنا ما أنا. ونعمته المعطاة لي لم تكن باطلة. بل أنا تعبت أكثر من جميعهم. ولكن لا أنا بل نعمة الله التي معي» (1كو15: 10). وهنا نركز على عبارة:
«لا أنا، بل نعمة الله التي معي».
ويكرر بولس الرسول نفس المعنى، فيقول «مع المسيح صُلبت. فأحيا لا أنا، بل المسيح يحيا فيَّ» (غل2: 20). لا أنا الذي يعمل، بل المسيح الذي فيَّ يعمل كل شيء. أما أنا فقد صُلبت معه. لقد صلبت كلمة (أنا) فما عادت تظهر.
وهكذا كل الخدام، لا تريد أن (الأنا) تنال مجدًا، بل يقولون:
«ليس لنا يا رب ليس لنا. لكن لاسمك القدوس أعطِ مجدًا» (مز115: 1).
نعم، في مجال التمجيد يقول كل منا: لا أنا، ليس أنا.
وهذا هو التدبير الذي سار عليه القديس يوحنا المعمدان. فكان يرفض كل تمجيد موجه إليه، إلى «الأنا» ويحوله إلى السيد المسيح قائلًا عبارته الخالدة:
«ينبغي أن ذلك يزيد، وأني أنا أنقص» (يو3: 30).
ما أكثر ترديد المعمدان لعبارة لا أنا، أو لست أنا...
أما أنا فمجرد «صديق العريس، يقف ويسمعه فيفرح فرحًا من أجل صوت العريس. إذن فرحي هذا قد كمل» (يو3: 29)
وعبارة (لا أنا) نقولها ليس فقط من جهة علاقتنا بالله، بل أيضًا من جهة علاقتنا ببعضنا البعض...
فمن جهة الكرامة، يقول كل منا: لا أنا، عملًا بوصية الرسول: «مقدمين بعضكم بعضًا في الكرامة» (رو12: 10).
ومن جهة الرئاسة يقول أيضًا كل منا لا أنا، عملًا بوصية الرب الذي قال: «من أراد أن يكون فيكم عظيمًا، فليكن لكم خادمًا (اقرأ مقالًا آخرًا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). ومن أراد أن يكن فيكم أولًا، فليكن لكم عبدًا» (مت20: 26، 27).
وفي عبارة (لا أنا) نتبع وصية الرب في المتكأ الأخير.
نترك المتكآت الأولى للكتبة والفريسيين الذين يشتهونها (مت23: 6). وإن عرضت علينا يقول كل منا: لا أنا. بل أخي أفضل مني وأولَى. وهكذا نحيا حياة الاتضاع...
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/7yyc3b8