كثيرًا ما يقف الوعاظ على المنابر، ويندون بأزياء النساء وبعدها عن الحشمة، كما يندون بطول شعر الشباب وما شابه ذلك. وكل هذه أمور خارجية، قد يبعد عنها النساء والشبان عن طريق الضغط عليهم، وتبقى مع ذلك قلوبهم غير نقية.
والحل هو العمل الداخلي، بإدخال محبة الله ومحبة العفة إلى قلوب هؤلاء وأولئك، وإقناعهم بأن جمال الروح أهم بكثير من جمال الجسد...
حينئذ سيتركون ما هم فيه، عن اقتناع
وبكل رضي، ويحبون الحشمة ويسلكون فيها بكل جدية... ليس لمجرد الطاعة وليس عن خوف، وإنما بنقاوة قلب. وحينئذ لا يحتاجون إلى رقيب، ولا إلى توبيخ. ولا يقعون في تناقض...
وهذه هي التربية الحقة التي تعتمد على العمل الداخلي في الإقناع، وفي غرس المبادئ السامية داخل النفس.
ربوا أولادكم إذن من الداخل، وليس من الخارج.
اعملوا بر وحياتكم داخل قلوبهم، قبل أن تستخدموا العصا من الخارج اغرسوا داخلهم محبة الله أولًا. وثقوا أن محبة الله أقوى من العصا بكثير. وثقوا أن محبة الله تستطيع أن تطرد كل خطية بهدوء من القلب.
نقوا أولًا داخل الكأس والصفحة كما أمر المسيح له المجد لكي يكون خارجها أيضًا نقيًا (متى23: 26).
والعمل الداخلي هدفه الانتصار على النفس أولًا، والوصول إلى تنقية النفس بعد ذلك.
ويستلزم هذا إقناع النفس بالطريق السليم. ولكي تقتنع لا بُد من الفهم الحقيقي للأمور. فتفهم ما معني الحياة وما هدفها؟ وما معنى الحرية وما حدودها؟ وما معني القوة؟ وما معني الجمال؟ وما معني الرجولة؟ بل ما هو المفهوم الحقيقي للدين وأساليب التعامل بين الناس؟
إننا في التربية لا نسير الناس بالعصا، إنما بالإقناع وبالفهم السليم.
وتبقى بعد هذا تقوية أرادتهم وكل هذا عمل داخلي، في القلب والفكر.
ما أسهل من الخارج أن نعاقب وأن نضرب. ولكن هل هذه هي التربية؟! كلا، وإن أتت هذه الطريقة بنتيجة، فغالبًا ما تكون مؤقتة تزول بعد حين، بزوال الضغوط الخارجية.
وهل الذي يخضع لهذه الضغوط يكون له أجر عند الله؟! أي أجر وهو مسير يسير في الفضيلة خارجيًا وبغير أرادته؟!
العمل الداخلي إذن له اتجاهان: عملنا داخل أنفسنا، وداخل أنفس الناس.
ننتقل إلى العمل الداخلي بالنسبة إلى وسائط النعمة:
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/c74p5yv