وهذه يشرحها القديس بولس الرسول في (1كو 11) قائلًا:
"إذن أي من أكل هذا الخبز، أو شرب كأس الرب، بدون استحقاق، يكون مجرمًا في جسد الرب ودمه" (1كو 11: 27).
ويتابع الرسول كلامه فيقول: "ولكن ليمتحن الإنسان نفسه، وهكذا يأكل من الخبز ويشرب من الكأس".
هل الخبز العادي يحتاج إلى كل هذا الاستعداد، وإلى أن يمتحن الإنسان نفسه أولًا؟!
وهل الخبز العادي نقول فيه استحقاق أو عدم استحقاق؟!
وهل الذي يأكل الخبز العادي للذكرى في مناسبة مقدسة، نقول عنه إنه يكون مجرمًا إن أكله بغير استحقاق تكون له هذه الخطورة، إن كان الإنسان مجرمًا في جسد الرب ودمه؟ هذا هو المفهوم السليم.
وهنا نجد أن الرسول يقول صراحة، إن هذا الخبز، وما تحويه هذه الكأس، هما جسد الرب ودمه ولنسأل إذن ما هو الاستعداد لهذا السر؟
قال الرسول: "ليمتحن الإنسان نفسه، وهكذا يأكل من الخبز ويشرب من الكأس" (1كو 11: 28). إذن يفحص الإنسان نفسه ليرى هل هو مستحق أم لا.
وعلامة الاستحقاق أن يكون تائبًا بعيدًا عن الشر، وعن الشركة مع الشياطين.
وفى هذا قال الرسول: "لا تقدرون أن تشربوا كأس الرب وكأس الشياطين. لا تقدروا تشتركوا في مائدة الرب وفى مائدة الشياطين" (1كو 10: 21).
ذلك لأنه "لا شركة للنور مع الظلمة، ولا للمسيح مع بليعال" (2كو6: 14، 15). وبتابع الرسول كلامه عن التناول بغير استحقاق، فيقول: "لأن الذي يأكل ويشرب بدون استحقاق، يأكل ويشرب دينونة لنفسه، غير مميز جسد الرب" (1كو 11: 29).
وبذكر بين تفاصيل هذه الدينونة عقوبات صعبة منها قوله في التناول بغير استحقاق: "من أجل هذا فيكم كثيرون ضعفاء ومرضى، وكثيرون يرقدون. لأننا لو حكمنا على أنفسنا، لما حكم علينا" (1كو 11: 30، 31).
فهل أكل الخبز العادي، تصل عقوباته إلى المرض والموت؟
وهل الخبز العادي الذي للذكرى، من يتناوله بدون استحقاق، يأكل ويشرب دينونة لنفسه؟! أليس هذا ينطبق في حالة ما إذا كان بغير استحقاق يتناول جسد الرب، وهو غير مميز جسد الرب كما قال الرسول..؟
نلاحظ أن بولس الرسول ذكر عبارة جسد الرب 3 مرات. (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى).
وذلك في نفس الإصحاح (1كو11 )، حيث يذكر أن الرب قال: "هذا هو جسدي المكسور لأجلكم" (ع 24) وفي الكلام عمن يتناول بدون استحقاق يقول: "يكون مجرمًا في جسد الرب ودمه" و"غير جسد الرب" (1كو 11: 27، 29).
ذكرنا الآن حقيقتين هما: بركات التناول، وعقوبات من يتناول بغير استحقاق. أما الحقيقة الثالثة فهي: خسارة مَنْ لا يتناول.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/6mzg2a8