ليس هذا هو تعليمنا نحن، إنما هو تعليم الرب القائل بعد كل هذه الصفات التي وصف بها هذا الخبز: "و الخبز الذي أنا أعطي، هو جسدي الذي أبذله من أجل حياة العالم" (يو 6: 51).
هل نستطيع أن نترك كلام الرب الواضح، لكي نركن إلى مفاهيم بشرية؟! أو هل يريد البعض أن يخضع كلام الرب لمفاهيمه هو؟! إن الكلام واضح وصريح. ولما احتج اليهود قائلين: "كيف يقدر هذا أن يعطينا جسده لنأكل؟" أجابهم بتأكيد:
"الحق الحق أقول لكم: إن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه، فليس لكم حياة فيكم" (يو 6: 53).
فهل الذين ينفون عبارة "اصنعوا لذكرى" (يتناولون ما يتناولونه مؤمنين أنه جسد الرب ودمه، أم باعتبار أنه خبز عادى وخمر عادية؟ وما هو موقفهم من الآية السابقة، ومن قوله بعدها: "مَنْ يأكل جسدي ويشرب دمي، فله حياة أبدية، وأنا أقيمه في اليوم الأخير" (يو 6: 54).
أي من يأكل، وهو مؤمن تمامًا، أن هذا جسد الرب، ويشرب وهو مؤمن تمامًا، أن هذا هو دم الرب.
هذا هو الذي ينال المواعيد الإلهية التي وعدنا بها الرب في هذا الأصحاح من يوحنا، والتي سنعود عليها بمعونة الرب بعد قليل..
يأكل ويشرب ليس كرمز أو مثال وإنما كحقيقة:
فقد قال الرب بعد كلامه السابق: "لأن جسدي مأكل حق، ودمى مشرب حق.." (يو 6: 55).
هذا الجسد وهذا الدم، هما ما عناه من قبل بحديثه عن الخبز الحي النازل من السماء. ولذلك قال بعد هذا مباشرة عن جسده: هذا هو الخبز الذي نزل من السماء (يو 6: 58). (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى).
لذلك نحن نقول في صلوات القداس الإلهي عن هذا السر، إنه جسد حقيقي، ودم حقيقي.
وهذا التعبير ليس من عندنا، ولا من علم اللاهوتيين في الكنيسة، إنما هو كلام الرب نفسه، الذي نقبله، ونصدقه، ببساطة قلب، كأشخاص روحانيين، وليس كأشخاص عقلانيين..
نقبله كما هو، لأن الرب قاله هكذا..
ونحن نؤمن بما قاله الرب. ولا نضيف عليه شيئًا من عندياتنا، ولا من فهم بشرى يتعارض مع النص..
كل من يقول إنه إنجيل، ينبغي أن يتبع كلام الإنجيل. فماذا إذن قال الإنجيل، وعلى فم المسيح نفسه؟ قال: هذا جسدي، هذا دمي.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/bwjt3fw