لو فعلت هذا، لأمكن أن يقوى إيمانك، لأنك ستكون علاقة مع الله وتتحدث معه بدالة بلا خوف، فتتوطد صلتك به.
كثيرون ينظرون إلى الرب كمجرد إله أو سيد. ولكن هل نظرت إليه أيضًا كصديق ومحب، تثق به وبمحبته وبإخلاصه لك. إنه يقرع على بابك، ويطلب إليك أن تفتح له كصديق، فيدخل ويتعشى معك وأنت معه (رؤ3: 20). إن قيلت صداقة الله ومحبته، ستدخل في الإيمان الحقيقي... تشتاق إلى رؤياه كصديق، وتحكى له أسرارك، وتتمتع بعشرته ومحبته... وتحرص كصدق له ألا خدش شعوره أو تغضبه. وهو نفسه سيكشف لك أسراره، كما كشف لإبراهيم (تك 18: 17).
إن الله يريدك هكذا، لأنه قال "لا أعود أسميكم عبيدًا... بل أحباء" (يو 15: 15).. اتخذه إذن كصديق أو كأب، تؤمن بأبوته ومحبته، كما تؤمن بسلطانه وقدرته. تحدثه عن أسرارك، ويحدثك عن أسراره.
من قصص الصداقة والصراحة مع الله، مسح إيليا لأليشع نبيًا.
قال الرب يومًا لإيليا النبي العظيم اذهب "مسح ياهو بن نمشى ملكًا على إسرائيل... وامسح أليشع بن شافاط، نبيًا عوضًا عنك" (1مل 19: 16).
لم يقل إيليا: حسنًا يا رب أن أمسح ياهو ملكًا. ولكن كيف أمسح نبيًا عوضًا عني؟ وهل استغنيت عن خدماتي؟ هل يحدث هذا بعد تعني الكثير من أجلك، وبعد وقوفي ضد آخاب الملك وزوجته إيزابل، وبعد تخليصي البلاد من كل أنبياء ألعل وأنبياء السواري؟.. هل تغيرت محبتك لي (اقرأ مقالًا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات)؟!
لم يقل شيئًا من هذا، ولم يشك في محبة الله، بل فعل كما أمره، واثقًا من محبة الله ومن حكمته. بل اعتبرها دالة وصداقة بينه وبين الله، بها يشركه الله معه في تنفيذ الخطة الإلهية، حتى لو كان منها مسح نبي عوضًا عنه. فهذا لا يدل على أن الصداقة بينه وبين الله قد انتهت أو نقصت.
بدليل أن الله رفعه إليه إلى السماء في مجد (2مل 2: 11). وبدليل أنه ظهر معه بعد زمن على جبل التجلي يتحدث إليه (مر 9: 4). إنها المحبة التي يصارحه بها الله، حتى في الأمور التي تمسه. وكان مسح نبي عوضًا عنه، مقدمة لترقيته إلى حالة أفضل، هي أعظم من نبي...
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/9b2q9rk