1- الإيمان النظري (العقلي):
هو إيمان فكري، فلسفي. مجرد الاقتناع العقلي بوجود الله، وبوجود الأمور التي لا تُرَى دون أن يكون لذلك أي تأثير على الحياة. وهناك نص يثبت أن الشياطين لهم هذا النوع من الإيمان. إذ يقول القديس يعقوب الرسول عن الإيمان الميت، الخالي من الأعمال:
"أنت تؤمن أن الله واحد. حسنًا تفعل. والشياطين يؤمنون ويقشعرون" (يع 2: 19). وسفر أيوب يعطينا دليلًا عمليًا على هذه النقطة. لأن حديث الشيطان مع الله تبارك اسمه يثبت هذا الإيمان النظري، إذ يقول الشيطان للرب "هل مجانًا يتقي أيوب الله؟ أليس أنك سيجت حوله... باركت أعمال يديه. ولكن ابسط الآن يدك ومس كل ماله، فإنه في وجهك يجدف عليك" (أي 2: 5). ولما أخذ إذنًا من الله للتصرُّف، ذهب ليعمل ضد أيوب. وفي المرة الثانية قال أيضًا للرب: "... وَلكِنْ ابْسِطِ الآنَ يَدَكَ وَمَسَّ عَظْمَهُ وَلَحْمَهُ، فَإِنَّهُ فِي وَجْهِكَ يُجَدِّفُ عَلَيْكَ" (أي 2: 5).
وهذا الكلام كله يثبت أن الشيطان يؤمن عقليًا بأن هذا هو الله، وأنه هو الذي بارك أعمال أيوب، وهو القادر أن يمس ماله، وأن يمس لحمه وعظمه. وأن أي عبارة تصدر من أيوب ضد الله تعتبر تجديفًا على الله (اقرأ مقالًا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات)..
ومع كل هذا كان الشيطان يحارب ملكوت الله وأولاده، ولا يزال.
إيمان الشيطان العقلي الذي تحدث عنه معلمنا يعقوب، هو أيضًا إيمان ميت، حسب قول الرسول نفسه "إيمان بدون أعمال ميت" (يع 2: 20). فإن كان الإيمان الخالي من الأعمال الصالحة إيمانًا ميتًا، بالأكثر المشحون بالأعمال الردية ومقاومة كل صلاح أيًا كان...
إن الإيمان العقلي سهل. ما أسهل إثبات وجود الله بالأدلة العقلية وبالبراهين العديدة. المهم هو الإيمان العقلي.
هذا يقودنا إلى النوع الهام من الإيمان، وهو:
الإيمان العملي
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/9wj4ach