St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online  >   03-Experiences-in-Life
 

كتب قبطية

كتاب خبرات في الحياة للبابا شنودة الثالث

105- الوسطاء

 

أحيانًا يخطئ شخص ولا يعتذر عن خطئه، بل لا يعترف بأنه قد أخطأ...

فإن وقع بسبب الخطأ في مسئولية يظل صامدًا في مكانه ويتدخل الوسطاء يلتمسون له العفو بينما يصر هو في كبرياء على أنه لم يخطئ...!

St-Takla.org Image: People talking and shaking hands, business meeting, becoming acquainted. - AI art derived from an image, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 30 November 2024. صورة في موقع الأنبا تكلا: أشخاص يتحدثون ويسلمون على بعضهم البعض، لقاء عمل، تعارف. - فن بالذكاء الاصطناعي مستوحى من صورة، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 30 نوفمبر 2024 م.

St-Takla.org Image: People talking and shaking hands, business meeting, becoming acquainted. - AI art derived from an image, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 30 November 2024.

صورة في موقع الأنبا تكلا: أشخاص يتحدثون ويسلمون على بعضهم البعض، لقاء عمل، تعارف. - فن بالذكاء الاصطناعي مستوحى من صورة، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 30 نوفمبر 2024 م.

وكلما يخطئ المخطئ، يوجد من يتوسط له ويدافع عنه، تقوى شوكته بهؤلاء المدافعين، ويستمر في الخطأ، يستمر الدفاع، بعد إصلاح للموقف، وبلا تغيير للحالة...! وقد يصل الوضع إلى تسيب نتيجة لبقاء الخطأ وعدم العقوبة ودوام الدفاع والتوسط...

وخلال كل ذلك تضيع القيم ويضيع الانضباط ويستاء محبو الخير ويحتجون (اقرأ مقالًا آخرًا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). ويبدو انه لابد من تدخل الحزم وفرض عقوبة رادعة.

والعجيب أن الوسطاء المدافعين يبررون موقفهم، بأنهم يعملون بدافع الحب ورغبة في السلام... وهم في كل ذلك لا يعرفون معنى الحب على حقيقته. فالدفاع عن الخاطئ يضره روحيا ويضر بالصالح العام ويضر بالقدوة الحسنة.

محبتك للخاطئ هي إنقاذه من خطئه، ليس من العقوبة.

محبتك له هي في دفعه إلى التوبة ليس في الدفاع عنه. هي في إقناعه انه قد أخطأ ويجب أن يغير مسلكه. فإن لم يفعل وعوقب فالذين يحبونه يقنعونه بأنه يستحق العقوبة ولا يحتجون على عقوبته. ولا يجوز أن دفاعهم عنه يحوله إلى العناد والإصرار على الخطأ والانتقال من سيء إلى أسوأ...

وليضع هؤلاء الوسطاء أمامهم قول الكتاب:

"مُبَرِّئُ الْمُذْنِبَ وَمُذَنِّبُ الْبَرِيءَ كِلاَهُمَا مَكْرَهَةُ الرَّبِّ." (أم17: 15).

ونلاحظ هنا بالنسبة إلى المكرهة للرب، وضع مبرئ المذنب أولًا... أن الذي يبرأ المذنب لا يضع الحق أمامه والحق هو اسم من أسماء الله (يو14: 6) ... ولا يصح أن يدافع إنسان عن المخطئ أكثر مما يدافع عن الحق.

إن الذي يبرئ المذنب، يشترك معه في ذنبه.

أما القول بأن التوسط هو من اجل السلام في الكنيسة فلا يجوز أن يبنى السلام على بقاء الخطأ. السلام الحقيقي لا يكون في الدفاع عن الباطل وإنما في أن يسود البر لأنه "لا سلام قال الرب للأشرار" (اش57: 21).

ويسألني البعض: هل من الخطأ إذن أن أتوسط؟

وأجيب: أن التوسط ليس خطأ. ولكنه لا يكون على حساب الحق. توسط إذن، دون أن تجامل الباطل ودون أن تتجاهل الحق...


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online/03-Experiences-in-Life/105-Al-Wosata2.html

تقصير الرابط:
tak.la/hs2q8a6