إن الله قد أعطاك نفسك لكي تكون مسئولاً عنها أمامه، كوكيل استؤمن على وكالة. فهل أنت منشغل بها أم أنت منشغل بالآخرين.
في حدود مسئولية خدمتك، إن كانت لك خدمة، لا مانع. وذلك أيضًا في نطاق المحبة التي هي مثل الله (تريد أن الجميع يخلصون، وإلى معرفة الحق يقبلون) (1 تي 2: 4).
وشرط آخر هو أنك لا تهمل نفسك، ولا تنسى أبديتك، ولا تجعل الاهتمام بالآخرين يفوق اهتمامك بنقاوة قلبك وتعميق علاقتك بالله ومحبته.
وأيضا أحذر من شيطان العظمة الذي يوحى إليك بالرغبة في تدبير الآخرين، كما لو كنت قد أقمت عليهم رقيبًا!!
وفى هذا الأمر تذكر الشيخ الروحاني: "إن حوربت بهذا، انظر إلى مشاعرك وحواسك وأفكارك، وقل هذه هي التي أقامني الله عليها رئيسًا، لكي أدبر أهل بيتي حسن".
إن الله أعطاك قوة غضبية لكي توجهها إلى أخطائك أنت، فتصلح من ذاتك، وتثور على سقطاتك، وفي هذا تنفذ وصية الرب في المزمور (اغضبوا ولا تخطئوا).
أما إن وجهت كل ما عندك من غضب إلى غيرك، فسوف تخطئ. ويقول لك الرب: أخرج الخشبة من عينك أولًا، وحينئذ تبصر جيدًا، فتخرج القذى من عين أخيك.
كذلك أيضًا طاقة الإدانة وجهها إلى نفسك لا إلى غيرك.
إن وجدت نفسك ميالة أن تنتقد، وتنظر إلى النقط السوداء، قل لها لا مانع (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). عندي لكِ في ذاتي نقط سوداء كثيرة، انشغلي بانتقادها. وحينئذ سوف لا يبقى لكِ وقت لكي تنتقدي فيه أخطاء الآخرين.
أكرز أولًا في أورشليم، قبل أن تكرز في السامرة، وفي أقاصي الأرض، أعنى في نفسك، قبل أن تبعد بعيدًا إلى الآخرين في كل مكان.
وثق أنك إن اهتممت بنفسك وبنقاوتها وبروحياتها وأبديتها، حينئذ تكون مثالًا حسنًا للباقين وقدوة صالحة. وإن انشغلت بغيرك، فسيكون ذلك بأسلوب روحي لا عيب فيه.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/hbxsdv2