إنسان بدلًا من أن يفكر في نتائج عمله قبل أن يقدم على عمله، تراه يعمل دون تفكير في العواقب. ثم بعد أن يعمل، يبدأ في أن يفكر في نتائج عمله، بعد أن فاتت الفرصة.
إنه التفكير الخاطئ المتأخر..
إنسان آخر ينذر نذرًا، دون يفكر قبل النذر هل باستطاعته الوفاء به أم لا.. ثم بعد أن يتم النذر يبدأ أن يفكر.. ويحاول أن يغير أو يبدل، أو يعلن عجزه..
إنه تفكير متأخر، يحدث بعد وقته المناسب.
وامرأة تضيع زوجها، بنوع من المعاملات يفقدها محبته، أو طاعة لنصيحة خاطئة من أحد أقربائها. وترفض كل التدخلات للصلح. وبعد أن يكرهها زوجها ولا يعود يتصور المعيشة معها، حينئذ تبدأ تفكر في أن فقدها لزوجها ليس من صالحها..
ولكنه تفكير متأخر يأتي بعد فوات الفرصة.
وأب لا يربي ابنه تربية حسنة، ويظن أن التدليل هو دليل الحب ويشب الولد على عدم الطاعة، وعلى الاستهتار واللامبالاة، وترسخ فيه هذه الأخطاء كطباع، ويصبح مرارة قلب لأبيه وأمه وأخوته ولكل المتصلين به. وهنا يفكر الأب في تغيير أسلوبه واستخدام الحزم معه.. بعد فوات الفرصة..
ويفشل الأب، لأن تفكيره جاء متأخرًا.
لا يكفي أن يكون للإنسان فكر صالح، إنما يجب أيضًا أن يكون هذا الفكر متيقظًا من بدء الطريق، ولا يأتي بعد فوات الفرصة..
لقد رجعت العذارى الجاهلات بمصابيحهن إلى الرب، ولكن بعد أن أغلق الباب.. ولم يدخلن.
وقد قامت عذراء النشيد لتفتح الباب لحبيبها، ولكن بعد أن تحول وعبر (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات).. لذلك قالت "نفسي خرجت حينما أدبر، طلبته فما وجدته، دعوته فما أجابني".
كثيرون جاء تفكيرهم متأخرًا، فلم يستفيدوا، وعاشوا في ندم دائم وحسرة.. مثلما حدث لعيسو الذي "طلب التوبة بدموع"، ولم تعط له لأنه جاء بعد أن انتقلت البكورية والبركة إلى يعقوب، انتهى الأمر.
ما أجمل قول المزمور "أنا أستيقظ مبكرًا". حقًا "الذين يبكرون إليَّ يجدونني" يبكرون في الفكر.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/3r4t4b8