† متى ويوحنا فقط من البشيرين الأربعة هم الذين رأوا حادثة الصعود لأن الذين رأوا حادثة الصعود الإثنى عشر تلميذًا فقط. وقد أعلمهم السيد المسيح بذلك من قبل حيث قال لهم في يوحنا 6:
" فَإِنْ رَأَيْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ صَاعِدًا إِلَى حَيْثُ كَانَ أَوَّلًا!" (إنجيل يوحنا 6: 62).
وقد حدث ذلك عندما ارتد الكثير من التلاميذ فكما يقول الكتاب المقدس:
"مِنْ هذَا الْوَقْتِ رَجَعَ كَثِيرُونَ مِنْ تَلاَمِيذِهِ إِلَى الْوَرَاءِ، وَلَمْ يَعُودُوا يَمْشُونَ مَعَهُ. فَقَالَ يَسُوعُ لِلاثْنَيْ عَشَرَ: «أَلَعَلَّكُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا تُرِيدُونَ أَنْ تَمْضُوا؟»" (إنجيل يوحنا 6: 62).
فكان الرب يسوع يكلم الاثنى عشر تلميذًا فقط عندما قال "فإن رأيتم ابن الإنسان صاعدًا". إذن الذي سيرى الصعود الاثنى عشر تلميذًا فقط.
† أيضًا في أعمال 1 يقول الكتاب:
وَفِيمَا كَانُوا يَشْخَصُونَ إِلَى السَّمَاءِ وَهُوَ مُنْطَلِقٌ، إِذَا رَجُلاَنِ قَدْ وَقَفَا بِهِمْ بِلِبَاسٍ أَبْيَضَ، وَقَالاَ: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الْجَلِيلِيُّونَ، مَا بَالُكُمْ وَاقِفِينَ تَنْظُرُونَ إِلَى السَّمَاءِ؟ إِنَّ يَسُوعَ هذَا الَّذِي ارْتَفَعَ عَنْكُمْ إِلَى السَّمَاءِ سَيَأْتِي هكَذَا كَمَا رَأَيْتُمُوهُ مُنْطَلِقًا إِلَى السَّمَاءِ» (سفر أعمال الرسل 1: 10)؟
نلاحظ كلمة "أيها الرجال الجليليون" ومعروف أن الاثنى عشر تلميذًا كانوا من الجليل فيما عدا يهوذا الإسخريوطي. ولكن أتباع المسيح ليسوا جميعًا من الجليل. فنيقوديموس ويوسف الرامي غير جليليين كانوا من اتباع المسيح وهم ليسوا جليليين. والملاكين كانا يكلمان أناس جليليين إذًا لم يرى الصعود إلا الاثنى عشر تلميذ.
† بالرغم من هذا نجد أن متى ويوحنا اللذان رأيا واقعة الصعود لم يكتبا عنها في إنجيليهما. وتتعجب عندما تعرف أن اثنين من السبعين رسولًا هما مرقس ولوقا، لم يريا الصعود ومع ذلك هما اللذين دونا هذه الواقعة (الصعود). ولكن فيما العجب يا أحبائي فهذا فكر الله. "تكلم أناس الله القديسين مسوقين من الروح القدس". وأريد أن أوضح لكم سبب عدم كتابة متى ويوحنا عن حادثة الصعود:
متى كتب إنجيله عن المسيا الذي جاء يقيم مملكة إسرائيل. وهذا المسيا سيبقى إلى الأبد في وسط إسرائيل. فحتى في حادثة الصعود رغم أنه صعد بالجسد ولكنه في سيظل في وسط إسرائيل. ولأنه أراد أن يقدم لليهود المسيا الذي في وسط إسرائيل، تجنب أن يذكر واقعة الصعود نهائيًا.
يوحنا لم يتكلم عن الصعود لأنه قدم المسيح الإله الذي لم يترك السماء. ابن الإنسان الذي هو في السماء. هذا لاهوته. ولذلك أيضًا تجنب الكلام عن واقعة الصعود.
† هناك اعتقاد خاطئ من البعض أن يوحنا حرص على كتابة ما لم يكتبه (متى ومرقس ولوقا)، فهذا التفكير بشري وخاطئ، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى مثل أرشيف مارمرقس وغيره. بينما الواقع، يوحنا كتب ما ساقه الوحي لكتابته "تكلم أناس الله القديسين مسوقين من الروح القدس".
لأنه قدم المسيح الإنسان الكامل وينبغى أن تقبله السماء. فقد صعد السيد المسيح ليمارس العمل الكهنوتي. لذلك تكلم البشير لوقا عن الصعود.
مارمرقس تكلم عن المسيح الخادم. وذكر واقعة الصعود. ولكن هل انتهت خدمة السيد المسيح بواقعة الصعود؟! للرد على هذا السؤال نجد مارمرقس يقول لنا في إنجيله:
"وَأَمَّا هُمْ فَخَرَجُوا وَكَرَزُوا فِي كُلِّ مَكَانٍ، وَالرَّبُّ يَعْمَلُ مَعَهُمْ وَيُثَبِّتُ الْكَلاَمَ بِالآيَاتِ التَّابِعَةِ. آمِينَ" (إنجيل مرقس 16: 20).
أي أنه صعد ولا يزال يمارس عمله كخادم، حتى بعد صعوده. فالرب يعمل معهم ويثبت الكلام بالآيات التابعة.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/jc2nfs9