† كنا في أحد الاجتماعات نتكلم على شخصية أليهو في سفر أيوب. وكنت أقول أن الفرق الأساسي بين أليهو وبين أصدقاء أيوب الثلاثة كان في أن أصدقاء أيوب الثلاثة ركزوا كل كلامهم على الإنسان الضعيف والطبيعة البشرية التعبانة. فتعبوا أيوب وجعلوه ييأس.
† أحدهم وهو بلدد الشوحي كان يقول له: "فَكَيْفَ يَتَبَرَّرُ الإِنْسَانُ عِنْدَ اللهِ؟ وَكَيْفَ يَزْكُو مَوْلُودُ الْمَرْأَةِ؟" (سفر أيوب 25: 4)
†وكان لأيوب كل الحق عندما قال لهم: "قَدْ سَمِعْتُ كَثِيرًا مِثْلَ هذَا. مُعَزُّونَ مُتْعِبُونَ كُلُّكُمْ!" (سفر أيوب 16: 2).
وعندما قال لهم: "لَيْتَكُمْ تَصْمُتُونَ صَمْتًا. يَكُونُ ذلِكَ لَكُمْ حِكْمَةً" (سفر أيوب 13: 5).
أي سكوتهم كان أفضل لأنهم يدفعوه إلى اليأس.
† والصديق الآخر أَلِيفَازُ التَّيْمَانِيُّ قال له:
"مَنْ هُوَ الإِنْسَانُ حَتَّى يَزْكُو، أَوْ مَوْلُودُ الْمَرْأَةِ حَتَّى يَتَبَرَّرَ؟ هُوَذَا قِدِّيسُوهُ لاَ يَأْتَمِنُهُمْ، وَالسَّمَاوَاتُ غَيْرُ طَاهِرَةٍ بِعَيْنَيْهِ، فَبِالْحَرِيِّ مَكْرُوهٌ وَفَاسِدٌ الإِنْسَانُ الشَّارِبُ الإِثْمَ كَالْمَاءِ!" (سفر أيوب 15: 14).
† وما قاله هذا الصديق "أليفاز التيماني" نعلمه جميعًا. فهذه طبيعتنا ونعيش فيها كل يوم. إذًا ما هو العلاج؟! نحن نريد علاج لطبيعتنا الضعيفة.
† أما "أليهو" فكلم "أيوب" عن نعمة الله فقال له:
"إِنْ وُجِدَ عِنْدَهُ مُرْسَلٌ، وَسِيطٌ وَاحِدٌ مِنْ أَلْفٍ لِيُعْلِنَ لِلإِنْسَانِ اسْتِقَامَتَهُ، يَتَرَاَءَفُ عَلَيْهِ وَيَقُولُ: أُطْلِقُهُ عَنِ الْهُبُوطِ إِلَى الْحُفْرَةِ، قَدْ وَجَدْتُ فِدْيَةً. يَصِيرُ لَحْمُهُ أَغَضَّ مِنْ لَحْمِ الصَّبِيِّ، وَيَعُودُ إِلَى أَيَّامِ شَبَابِهِ. يُصَلِّي إِلَى اللهِ فَيَرْضَى عَنْهُ، وَيُعَايِنُ وَجْهَهُ بِهُتَافٍ فَيَرُدُّ عَلَى الإِنْسَانِ بِرَّهُ. يُغَنِّي بَيْنَ النَّاسِ فَيَقُولُ: قَدْ أَخْطَأْتُ، وَعَوَّجْتُ الْمُسْتَقِيمَ، وَلَمْ أُجَازَ عَلَيْهِ. فَدَى نَفْسِي مِنَ الْعُبُورِ إِلَى الْحُفْرَةِ، فَتَرَى حَيَاتِيَ النُّورَ. «هُوَذَا كُلُّ هذِهِ يَفْعَلُهَا اللهُ مَرَّتَيْنِ وَثَلاَثًا بِالإِنْسَانِ، لِيَرُدَّ نَفْسَهُ مِنَ الْحُفْرَةِ، لِيَسْتَنِيرَ بِنُورِ الأَحْيَاءِ. فَاصْغَ يَا أَيُّوبُ وَاسْتَمِعْ لِي. اُنْصُتْ فَأَنَا أَتَكَلَّمُ" (سفر أيوب 33: 23).
† أنظر يا أيوب إن الطبيعة البشرية هذه تعبانه خالص. وعلاجها الوحيد عند الله فهو يبحث عن وسيط بينه وبين الناس ليضع عليه خطايا الناس فيتراءف على البشرية الجبلة الضعيفة هذه.
† وظل الله منتظر حتى جاء ملء الزمان وصرخ "وجدت فدية" من هو الفدية "ابنه" ثمرة التجسد.
† تكلم أليهو عن نعمة ربنا الغنية فقال إن الإنسان الذي يتمتع بنعمة الله يغني بين الناس فيقول: "قد أخطأت وعوجت المستقيم ولم أجازى عليه." - يا لنعمة الله الغنية - إنسان يتغني قائلًا: "أنا أخطأت وأعوجت المستقيم واستحق الموت ورغم هذا الله لم يجازني".
† فبالرغم من أن أجرة الخطية موت. وأنا أخطئ. لكن الله يرفع الضعف عني، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى مثل أرشيف مارمرقس وغيره. "قد أخطأت وعوجت المستقيم ولم أجازى عليه" فهذه هي نعمة الله الغنية التي أنعم بها علينا في المصلوب وكما قال بولس. نعمة الصليب.
† فالمصلوب فدى نفسي من العبور إلى الحفرة ونجاني من الجحيم فترى حياتي النور. المصلوب أنار لنا الحياة والخلود بواسطة الإنجيل. هذا هو الكلام الذي يبث فينا روح الفرح وهذه هي نعمة ربنا. هذا هو الكلام الذي يشدد الركب. هذا هو كلام النعمة والكلام الذي يعزي الإنسان.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/m29bm9b