إحدى السمات الرئيسية لكنيسة الإسكندرية اتساع فكرها وانفتاح قلبها نحو الفلاسفة فبينما تطلع قادة الكنيسة في البلدان الأخرى إلى الفلسفة كعدو للإيمان (مثل القديس يوستين وترتليان) إذ بآبائنا يحتضنون الفلاسفة بالحب، متطلعين إليهم كأطفال يحتاجون إلى الكنيسة لتعينهم حتى ينمو بالإيمان إلى النضوج. هكذا ننظر الإسكندريون إلى الإيمان ليس كمناقض للعقل والمعرفة وإنما كمشبع للذهن ورافع للأفكار حتى ينعم الإنسان بالمعرفة الإلهية. هذه المعرفة أسمي من المعرفة الفلسفية. الله يهب الإيمان للبشر الذين هم خليفته العاقلة، ولا يود تحطيم الأذهان التي خلقها بنفسه.
في القرن الثاني اعتقد القديس إكليمندس، وهو لاهوتي ذو تقوَى عظيمة محب للقراءة ودارس للعلوم الزمنية، إن المؤمن الروحي هو "غنوصي"، معطيًا لتعبير "غنوصية" (معرفة) معني مسيحيًا عوض المعنى الذي كان سائدًا في ذلك الحين ألا وهو "هرطوقي". إنه يقول: "الغنوصية هي أساس ومصدر كل عمل يناسب اللوغوس"(182)، "نعمة الغنوصية تأتي من عند الآب بالابن"(183).
_____
(182) Strom, 6: 69: 2.
(183) Ibid 5: 71:5.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/ga4c7h9