المؤمن في حياته اليومية وسلوكه وعبادته إنما يحمل حياة واحدة لا يمكن تجزئتها، إما حياة "في المسيح" أو "خارج المسيح"، فإن تمتع بحياته "في المسيح" لا يمكنه أن يفصل شركته في العبادة العامة عن ممارسته حياته التعبدية الخفية الخاصة، لأنهما يمثلان حياة تعبدية واحدة. بمعنى آخر يستطيع المؤمن وهو يشارك الجماعة الليتورجيات الكنسية أن يدخل مخدعه الخفي ويغلق أبواب حواسه، فيكون وهو بالجسد وسط الجماعة لكنه بالقلب والفكر والنفس منطلقًا إلى السماوات يناجي الله ويلتقي به كما لو لم يوجد في المسكونة غيرهما. وأيضًا حين يدخل حجرته الخاصة ويغلق الباب الخارجي لينسكب أمام الله في عبادة روحية حقة يحمل في قلبه كل العالم -أقصد كل جنس البشر- ليصلي من أجلهم ويطلب صلواتهم عنه... يشعر وهو في حجرته داخل الكنيسة التي تضم صفوف المجاهدين بل والمنتصرين وأيضا تضم السمائيين.
بهذا المفهوم لا يمكن أن نضع خطًا فاصلًا بين حياة كنسية وحياة تعبدية خاصة، لأن الكنيسة هي كل مؤمن يلتحم مع إخوته في الرأس الواحد.
هذا ما يدفعنا في الوقت الحالي -نظرًا لبعض المشاكل السكانية في مصر- إذ لا يجد لكل مؤمن حجرة خاصة به لينفرد بالصلاة، أن يقف أو ينحني ليصلي في حضرة أعضاء الأسرة... ولا يتوقف عن الصلاة الخاصة بحجة عدم وجود مخدع مغلق خاص به... فالمخدع في داخله إن أراد أن يغلق أبواب حواسه.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/nv262q5