تطلعت القصة إلى الحق فوجدته يسير في الطريق منكس الرأس, عاريًا، تظهر عليه علامات الضيق الشديد. اقتربت القصة من الحق وسأله: "لماذا أنت حزين؟"
أجابها: "إني الحق, كنت أظن أن كل البشر يفتحون لي بيوتهم بل وقلوبهم لكي أدخل وأستقر فيهم. أقود أفكارهم وكلماتهم وسلوكهم حتى يعبروا هذه الحياة في آمان. لكن كما تنظرين إني أسير في الطريق بمفردي, تركني الكل, ولم يقبلوا أن يستضيفوني".
سألته: "بماذا تعلل ذلك؟"
أجاب: "يقولون عني إني قديم الأيام, قد شخت, لا أناسب العصر.
قالت: "لماذا تقول هذا؟ فأنا أيضًا قديمة الأيام, وكلما عبرت بي الأيام بل والسنوات والقرون أحبوني أكثر. يشتاقون أن ينصتون إليّ؛ ويفتحون لي قلوبهم وأذهانهم لكي أستقر فيها. عليك أيها الحق أن تفكر بجدية في حل المشكلة".
سألها الحق: "إذن بماذا تعللي ترك الناس لي يا أيتها القصة؟"
أجابت: "أتعرف السبب؟ انك تسير عاريًا, لذا ينفر الكل منك ويهربون من وجهك ويغلقون الباب أمامك".
"وماذا أفعل يا أيتها القصة؟"
"أشير عليك أيها الحق أن تستعير مني بعضًا من ملابسي الجميلة, فلا تسير عاريًا. عندئذ يشتاق الكل إليك, ويتعرفون عليك, ويحملونك في عقولهم وفي قلوبهم".
"شكرًا يا أيتها القصة, وماذا تطلبين مقابل هذه الملابس الرائعة؟"
"إذ تحمل ثيابي يا أيها الحق يزداد حب الناس لي, فأنا بدونك تافهة, وأنت بدوني تصير عاريًا".
مدّ الحق يده إلى القصة وصار الاثنان صديقين حميمين.
هكذا الحق بدون القصة مرفوض من كثيرين, والقصة بدون الحق تصير تافهة. كلاهما في حاجة إلى الصداقة الحميمة والعمل معًا بروح واحد!
اضغط هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت للمزيد من القصص والتأملات.
هب لي أن أدرك حاجتي إلى كل أخوتي.
لا أكون كالحق العاري المنعزل عن أخته القصة, ولا كالقصة المتعجرفة بثوبها البرّاق بعيدًا عن الحق!
أخى يسكب على أعماقي جمالًا وحقًا,
فإنه بالحب المتبادل أقتنيك يا أيها الحب الحقيقي.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/rcppr27