جاءني شاب يعترف أنه سقط في حب فتاة. قال لي إنه لم يمارس معها أي خطأ بالفعل، لكن كل قلبه ارتبط بها ومشاعره وأفكاره متجهة نحوها. قدم لي الشاب عذرًا بأن الفتاة عطشى إلى العاطفة، وهو يخشى عليها من أصدقاء السوء لئلا يستغلوا عاطفتها القوية. وأنه تظاهر بالحب لكي يجتذبها، لكنه سرعان ما سقط في فخاخ الشهوات... فماذا يفعل؟
لمثل هذا الشاب أروي له قصة اللقلق الذي وضع رأسه في فم ذئب.
اصطاد ذئب سمّانًا سمينًا، وإذ كان جائعًا أكله بسرعة شديدة، فتوقفت قطعة عظم منها في حلق الذئب. حاول بكل الطرق الخلاص منها فلم يستطع.
جرى نحو لقلق، وإذ أراد اللقلق أن يطير خوفًا من الذئب لئلا يفترسه.
صرخ الذئب: "لا تخف أيها اللقلق الرحوم. فقد أتيت إليك أسألك أن تصنع معي معروفًا لن أنساه ما حييت".
- ماذا تطلب أيها الذئب؟ وأنت حيوان مفترس لا يعرف الرحمة.
- أرجوك أيها اللقلق، إنه ليس وقت للعتاب. أنقذني، فإني أموت!
- ماذا حدث؟
- توجد عظمة في حلقي.
- ماذا تريد مني؟
- تستطيع بمنقارك الطويل القوي أن تلتقطها فتنقذني من الموت.
- كيف أفعل هذا وأنت مفترس؟
- إني أعدك بمكافأة عظيمة. إنك ستنقذني من الموت.
من باب الشفقة وضع اللقلق رأسه في فم الذئب ولقط العظمة بمنقاره والطويل وأخرجها.
إذ شعر اللقلق بأن الخطر قد زال عن الذئب سأله المكافأة.
في سخرية أجاب الذئب: "لقد وفيت بوعدي، فقد كان رأسك في فمي ولم آكلك، كما أكلت السلوى. أما يكفيك هذا؟ فإنني لو أغلقت فمي ورأسك فيه لكان ذلك نهاية حياتك".
إذ سمع اللقلق ذلك فرد جناحيه وطار، وكان الذئب يتطلع إليه كمن قد ندم على عدم افتراسه للقلق!
← ترجمة القصة بالإنجليزية هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت: The Stork and the Wolf.
هب لي أن أكون مترفقًا،
هب لي مع الترفق الحكمة!
فلا أضع رأسي في فم خطية ما.
هب لي ألا أأتمن أفكار رأسي إلى بين يديك!
خذوا لنا الثعالب الثعالب الصغار المفسدة الكروم لان كرومنا قد أقعلت (نش 2: 15).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/2w6pjq5