في 25 نوفمبر، مع بداية صوم الميلاد قالت الطفلة تريز لأختها كارولين: "بعد أربعين يومًا سنحتفل بعيد "الكريسماس Christmas".
- ماذا تقصدين، هل عيد الميلاد المجيد؟
- نعم فإن كلمة "كريسماس" كلمة قبطية تتكون من كلمتين: "كريس" أو "خريستو" Xrictoc تعني المسيح، و"ماس" mici معناها "ميلاد". وذلك مثل كلمة "رعمسيس" أي "ميلاد رع".
- ما هو مشروعك في هذا العيد؟
- أرى أن ظروف والدتنا المالية صعبة، فإننا نقتصد كل يوم القليل من مصروفنا وتضعه كل منا في "حصالة"، حتى متى حلّ عيد الميلاد لا نطلب منها هدية، بل كل منا تقدم للأخرى هديتها بدلًا من أن تشتري لنا والدتنا هدية العيد.
- فكرة صائبة.
قبل آخر ديسمبر جاءت تريز بحصالتها إلى كارولين بالليل، وأغلقت باب حجرتهما وفتحتا حصالة تريز فوجدتا 15 جنيهًا. فرحت كارولين جدًا وقالت أنها تكفي لشراء هدية العيد، وفتحت كارولين حصالتها فوجدت بها 17 جنيهًا وخمسون قرشًا.
قالت كارولين: "لننزل غدًا إلى السوق ونشتري الهديتين: ماذا تطلبين يا تريز؟"
صمّمت تريز قليلًا ثم قالت لكارولين: "أود أن أقترح عليك شيئًا".
- ماذا؟
- أنا أعلم أن ماما تشتاق جدًا أن ترى والدتها "جدتي" في العيد، لكن ليس لديها ثمن التذكرة. ما رأيك لو اشترينا تذكرة القطار وأرسلناها إلى جدتنا وطلبنا منها سرعة الحضور دون أن نخبر والدتنا بذلك فتكون مفاجأة العيد السعيدة لها ولنا!
- فكرة ممتازة.
ذهبت الطفلتان إلى محطة القطار واشترتا التذكرة وكتبنا خطابًا رقيقًا، جاء فيه:
"جدتنا المحبوبة، سلام لكِ من ربنا يسوع.
نشتاق أن نراكِ، فنكون سعداء جدًا بحضورك في وسطنا لنعيد كلنا معًا.
مرسل لك تذكرة القطار هدية العيد من حفيدتيك.
في انتظارك. صلِّ لأجلنا.
الحفيدتان
تريز وكارولين
بعد يومين كانت تريز وكارولين في غاية السرور، لكن يظهر على وجهيهما شيء من الغموض. بدأت والدتهما تسألهما: "أراكما على غير عادتكما، فيمَ تفكران؟"
أجابتا: "لا شيء يا أماه، نحن مسرورتان بك وبعيد الميلاد".
كلما سمعتا قرع الباب كانت الطفلتان تنظران من الشباك لتعرفا إن كانت جدتهما على الباب.
وبالفعل قرعت الجدة الباب، فنادت الأم: "تريز. افتحي الباب".
قالت تريز: "أماه، أرجوكِ افتحي أنتِ الباب، لأنني مشغولة جدًا".
انطلقت الأم تفتح الباب وهي تتوقع أحد الجيران يطلب شيئًا، لكن كانت المفاجأة أنها وجدت والدتها على الباب قادمة من القطار. ظهرت على وجه الأم علامات الدهشة مع الفرح الشديد، فأدركت الجدة أن ابنتها لا تعلم شيئًا عما فعلته الحفيدتان، فانطلقت تحتضنهما وهما تهللان.
قالت الجدة للحفيدتين: "أشكركما على هدية العيد، أنكما أرسلتما لي تذكرة القطار لكي أحضر وأُعيد معكما!"
في دهشة قالت الأم: "لا، بل أنا أشكركما، لأنكما قدمتما لي هدية العيد، إذ أحضرتما والدتي لتعيد معنا".
أما الطفلتان فقالت معًا: "نحن نشكر جدتنا لأنها قبلت الدعوة وجاءت. حضورها هو هدية العيد لنا ولكِ يا أماه!"
في هذا الجو من الفرح فتحت الجدة حقيبتها وقدمت لكل طفلة فستانًا ثمينًا وجميلًا صنعته بالتريكو وقد قضت ستة أشهر لعملهما!
تطلعت كل من تريز وكارولين إلى بعضهما البعض وهما تقولان: "لقد قدمنا تذكرة سفر بسيطة والرب أرسل لنا هدية أعظم مما كنا نشتهي. حقًا مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ!"
← ترجمة القصة بالإنجليزية هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت: Two Kids Pleasing their Mother.
هب لي يا رب ألا أطلب ما هو لنفسي،
بل أطلب ما هو للآخرين.
هب لي أن أُسعد الغير، فيتهلل قلبي بفرحهم.
لأعطي ولا أطلب أن آخذ.
مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/rthc3vy