ظن البعض أن القديس أنبا أنطونيوس أب الأسرة الرهبانية قد استخف بالجسد وتجاهله، وأن الرهبنة المصرية كان لها أثرها على الفكر اللاهوتي السكندري، الذي ركز على شركة الطبيعة الإلهية أو ما دعاه بعض آباء الإسكندرية وغيرهم بالتأله.
سحب "التأله" بالمفهوم الإنجيلي المعتدل قلب مدرسة الإسكندرية، حيث يرى المؤمن حب الله العجيب الذي يشكل أعماق الإنسان ليحمل صورة خالقه (كو 3: 10)، ويقيم منه شريك الطبيعة الإلهية هاربًا من الفساد الذي في العالم بالشهوة (2 بط 1: 4)، لا يقف عند الأعماق، بل ويرى في الجسد ذاته كأنه يتحول تدريجيًا إلى الطبيعة المجيدة التي يتمتع بها في يوم الرب العظيم. تصير حياة المؤمن أشبه برحلة يومية، فيها ينطلق بكل كيانه نحو السماء، جاذبا إخوته معه ليختبروا معه عربون السماء.
إن كانت الرهبنة المصرية قد حولت البراري والقفار إلى فراديس، والبشر إلى ملائكة، فإن القديس أثناسيوس حتى في حواراته اللاهوتية، كانت غايته أن يحول كيان الإنسان إلى سماء جديدة متهللة بالله مصدر فرحها ومجدها.
من كلماته: [نتأله، لا بشركتنا لجسد إنسانٍ ما، بل بقبولنا جسد الكلمة نفسه[6].]
[صار إنسانًا لكي نصير نحن آلهة[7].]
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/449aqbk