كانت قوانين الإيمان الأولى تضم صيغتين رئيسيتين: صيغة الإيمان الثالوثي، وصيغة الإيمان المسياني. وإن كان قانون الإيمان للرسل في صورته الحالية تطور إلى ملخص مبسط جدًا يحمل التعاليم المسيحية الجوهرية.
رأينا السيد المسيح يعطي تلاميذه سلطان العماد باسم الثالوث القدوس، وكان ذلك بداية ظهور قانون الإيمان العمادي بصيغة الإيمان الثالوثي. وفي حوالي عام 150 م. أشار القديس يوستين إلى طالبي العماد أن يتقبلوا غسل الماء "باسم الله الآب ورب المسكونة، ومخلصنا يسوع المسيح، والروح القدس[16]".
وجاءت الوثيقة المدعوة "الرسالة الرسولية Epsitola apostolorum" التي جُمعت في نفس التاريخ تقريبًا تبسط الإيمان، وتضم قانون إيمان لا يحوي فقط الإيمان بالثالوث القدوس، الآب ضابط العالم كله، المسيح يسوع مخلصنا، والروح القدس الباراقليط، إنما يضم أيضًا الإيمان بالكنيسة المقدسة وغفران الخطايا[17].
طال انتظار البشرية تترقب مجيء المسيا مخلص العالم، فجاءت المسيحية جوهر رسالتها "الشركة مع الله في المسيا المخلص". وقد رأينا اعتراف الرسول بطرس أن يسوع "هو المسيح ابن الله الحيّ"، وأعلن الخصي الأثيوبي ذات الإيمان قبيل عماده.
كان الإيمان بالمسيح المخلص هو مركز البشارة، حتى صارت "السمكة" هي الرمز للإيمان المسيحي في العالم الهليني وذلك لأنها في اليونانية (إخئيس) تشمل الحروف الأولى من العبارة "يسوع المسيح، ابن الله المخلص". (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وقد شهد العلامة ترتليان بذلك كما شهدت نقوش َAbercuis. وردت هذه العبارة الرمزية في مؤلفات الكتاب المسيحيين في نطاق واسع كقانون إيمان يعبر عن المعتقد المسيحي.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/j6tb46q