”سنة 177 م“
هذه الشهيدة تعبت من شدة العذاب، وكاد الوالي يستخدِمها ليهدِم نفسية المسيحيين، وبعد ذلك حدث افتقاد عظيم من الله، وظهرت مراحِم المسيح بطريقة لا تُوصف يندُر أن تُرى، لكنها ليست بعيدة عن قُدرة المسيح، فإنَّ الذين تراجعوا عند القبض عليهم أول مرَّة سُجِنوا مع الآخرين، وتحمَّلوا آلامًا مُرَّة... كان فرح الاستشهاد ورجاء المواعيد ومحبة المسيح وروح الآب سندًا للآخرين، أمَّا هؤلاء فكانت ضمائِرهم تُعذِّبهم جدًا، حتى كان من الممكن تمييزهم بمجرد النظر إلى وجوههم وهم يُساقون، السابِقون خرجوا فَرِحين، يتجلَّى المجد والنعمة على وجوههُم، قيودهُم ذاتها كانت وكأنها حُلِي جميلة لعروس مُزينة بحُلِي ذهبية وقد تعطَّروا برائِحة المسيح الذكية، حتى ظن البعض أنهم تعطَّروا بعُطور أرضية، أمَّا هؤلاء، فكانوا أذِلاء، مُنكسري الخاطِر، مُكتئبين، مملوئين بكل أنواع الخِزي، وكان الوثنيون يُعيِّرونهم كخسيسين وضُعفاء.
كأنَّ هؤلاء قد نالوا تأديبًا على إنكارهم للإيمان، لم يفرِضه أحد عليهم بل جاء التأديب نابِعًا من الداخِل... هذا وكان منظرهم يسنِد إخوتهم إذ رأوا بأعيُنهم عاقِبة إنكار الإيمان في هذا العالم الحاضِر، لكنهم بلا شك كانوا في موضِع حُب وشفقة إخوتهم وتعزيتهُم، يفتحون لهم باب الرجاء كشُركاء معهم في الشهادة للرب بقيامِهِم بعد السقوط.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/g96tdf5