وعلى الفور يُقدِّم هو نفسه الإجابة ”لأنها كانت محفوظة للرب لكي يكون أوَّل مَنْ علَّم هذه العقيدة، لأنه وحده، الذي نزل إلينا، علَّم الإنسان الاقتراب من الله، وكان لائِقًا بذاك الذي هو أوِّل ورئيس الكهنة، وأوِّل ورئيس الأنبياء، وأوِّل ورئيس الملائكة أن يكون أوِّل ورئيس المُتبتلين والعذارى، فالإنسان في الأزمنة القديمة السابقة لتجسُّد الكلِمة لم يكُن كامِلًا، وبالتالي لم يستطِع نوال «الكمال الذي هو البتولية» فالبتولية هي الكمال، واحتاج الإنسان المخلوق على صورة الله أن ينال هذا الكمال وهذه البتولية التي هي بحسب شِبْه الله، هذا الشَبَه الذي تجسَّد الكلِمة ابن الله ليُكمِّله في الإنسان، واتخذ شكلنا الذي تشوَّه بالآثام والخطايا الكثيرة كي يستعيد لهذه الطبيعة البشرية الشكل الإلهي Divine Form مرَّة أخرى، ونحن نصير فعلًا في شبه الله عندما «مثل رسّامين مهرة» نُظهِر ملامحه في حياتنا البشرية طابعين إيَّاها علينا كما على ألواح، مُتعلمين الطريق التي أرانا إيَّاها“.
ويرى القديس ميثوديوس أنَّ السيِّد المسيح حَفَظْ جسده غير فاسِد في البتولية حتّى أننا أيضًا -عندما نصِل إلى شِبه الله والمسيح- ”نُكرِم البتولية ونُمجِّدها“ لأنَّ شِبْه الله لا يقرُبه فساد، ويرى القديس أنَّ يوحنَّا الرَّائي البتول أوضح أنَّ الكلِمة عندما تجسَّد صار البتول الأعظم Chief Virgin بنفس الطريقة كما أنه هو الرَّاعي الأعظم ونبي الكنيسة الأعظم، بقوله: ”ثم نظرت وإذا خروف واقف على جبل صهيون ومعه مِئة وأربعة وأربعون ألفًا لهم اسم أبيه مكتوبًا على جباهِهِمْ، وسمعت صوتًا من السماء كصوت مياه كثيرة وكصوت رعد عظيم، وسمعت صوتًا كصوت ضاربين بالقِيثارة يضربون بقِيثاراتِهِمْ، وهم يترنمون كترنيمةٍ جديدةٍ أمام العرش وأمام الأربعة المخلوقات والشُّيوخ ولم يستطِع أحد أن يتعلَّم الترنيمة إلاَّ المِئة والأربعة والأربعون ألفًا الذين اشتُرُوا من الأرض، هؤلاء هم الذين لم يتنجسوا مع النِساء لأنهم أطهار، هؤلاء هم الذين يتبعون الخروف حيثُما ذهب“ (رؤ 14: 1-4).
فيوحنَّا الحبيب يُعلِن أنَّ المسيح هو قائِد خورس المُتبتلين، ويرى ميثودوس الأوليمبي أيضًا في رؤيا يوحنَّا دليلًا على عِظَمْ كرامة البتولية في عيني الله. (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى).
”هؤلاء اشتُرُوا من بين الناس باكورة لله وللخروف وفي أفواهِهِم لم يوجد غِش لأنهم بلا عيب قُدَّام عرش الله“ (رؤ 14 : 4-5)، ويرى القديس ميثوديوس أنَّ يوحنَّا قصد بذلك أن يُعلِّمنا أنَّ عدد المُتبتلين والعذارى محدود في عدد مُعيَّن صغير أي 144 ألفًا، بينما جَمَعْ القديسين كبير جدًا لا يُحصى: ”بعد هذا نظرت وإذا جمع كثير لم يستطِع أحد أن يعدُّه من كلّ الأُمم والقبائِل والشعوب والألسِنة“ (رؤ 7: 9).
ويجد ميثوديوس في ذلك ”مُقابلة واضحة ومُقارنة، ففي حالة القديسين ذَكَرْ يوحنَّا عدد لا يُحصى، أمَّا المُتبتلين فَذَكَرْ عدد صغير محدود“.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/g2mj6jm