الحسد شرارة صغيرة يحتقرها الكثيرون لك خسائره فادحة أو جرح مخفي يزدري به الإنسان فيفسد الجسد كله... لذلك ينبهنا سليمان الحكيم قائلًا... حياة الجسد هدوء القلب ونخر العظام الحسد (ام14: 30).
+ أيها الأخ المحبوب إن حسدك لما هو خير وغيرتك ممن هم أفضل منك يبدوان في نظر البعض كما لو كانا خطأ تافها وطفيفا وإذ ينظر إليه (الحسد) كم لو كانا تافها وليس ذي قيمة لا يخشى منه وإذ لا يخشى منه يستهان به وإذ يستهان به يصعب تحاشيه ولهذا فإن الحسد ضرر مظالم وخفي فإذ لا ندركه هكذا بأنه ينبغي على الحكيم أن يتحاشاه يتسرب خفية إلى العقل غير الحذر ويجعله مضطربًا.
أضف إلى هذا أن الرب أمرنا أن نكون حكماء وأوصانا أن الحذر نلاحظ باهتمام بالغ لئلا يتسرب ذلك العدو الذي يقف متربصًا دائمًا فيزحف خفية إلى صدورنا ويشمل من الشرارات لهيبا ويضخم الأمور الصغيرة وهكذا بينما نستنشق الهواء اللطيف والنسيم الناعم بلا حذر إذ بالعواصف والزوابع تهب فتعمل على إفساد الإيمان وتدمير الخلاص والحياة.
لهذا ينبغي علينا أيها الأخ الحبيب أن نكون حذرين متسلحين بكل القوي مراقبين بدقة كاملة حتى نطرد العدو الثائر الذي يصوب أسهمه إلى كل جزء من أجزاء جسدنا الذي يمكن أن يضرب أو يجرح وذلك كما يحذرنا الرسول بطرس ويعلمنا في رسالته قائلًا: اصحوا واسهروا لان إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمسا من يبتلعه هو (1بط 5: 8).
+... ولو نظر أي إنسان بدقة إلى (سهام الحسد) فإنه سيجد بأنه ليس هناك ما ينبغي أن يحذر منه ويراعيه أكثر من أن يؤخذ أسيرًا بواسطة الحد والحقد فليس أحد يسقط في الإشراك الخفية للعدو الخبيث بحيث يرتد من الحسد إلى الكراهية إلا ويهلك بسيفه هو شخصيًّا بدون أن يعلم. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى).
+ الضرر يكون تافها والخطر بسيطًا عندما تجرح الأطراف بسيف فيكون الشفاه عينا ما دام الجرح واضحًا ويستخدم الدواء فالقرحة التي تٌرَى يمكن علاجها بسهولة، أما جراحات الحاسدين فهي مخفية وسرية ولا تقبل علاجًا لشفائها، فتغلق على نفسها آلام مخفيًّا داخل مكامن الضمير.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/n45v5b9