النواحي الاجتماعية في حياة الشباب، ومشاكله العامة في العصر الحديث:
لأنه يتطلع إلي المستقبل، ويشعر بقدراته الجسمية، وليس له خبرات سابقة كثيرة، لذلك يندفع الشباب، وهى ميزة طيبة لو أحسن توجيهها، وإلا قاده ذلك إلي التطرف وأحيانا التطير(حتى في الدين).
والطموح حسن لو عرف الإنسان قدراته، ووجه طموحه على قدر القدرات، فلا يعيش في أحلام اليقظة، ويبنى قصورًا في الهواء ويهرب من واقعه وواقع المجتمع المحيط به. "يجب ألا نرتئي فوق ما ينبغي أن نرتئي إليه، بل نرتئي للتعقل" وأحيانا ينقلب الطموح إلي غرور، ويريد الشاب أن يصل إلي النتائج بسرعة، وبشتى الطرق (خيرًا كانت أم شرًا) وهنا يكمن الخطر إذ قد يصور له طموحه أن ممكن للغاية أن تبرر الوسيلة (أو تبرر الواسِطة). لذلك يجب تكوين الحس التاريخي لديه. وتقدير عامل الزمن، وقد قيل "التاريخ لا يحترم من لا يحترم الزمن".
الشباب يجب أن يعمل في مجموعات – شلل – أندية – أسر ممكن لو أسيء توجيهها تنتقل إلي عصابات Gangs للشر.
لذلك يحسن تكوين فرق الشباب في مجموعات صغيرة سواء للدراسة، أو الخدمة، أو الافتقاد، أو الأنشطة المختلفة – حتى يشعروا بروح الجماعة ويتفاخر الشاب بأنه ينتسب إلي الجماعة (هذه أو تلك) ويشعر بالارتباط بها. ويحسن أن يكون لها اسم، وشعار تستمد منه أهدافها، وممكن شارة مميزة، ونشيد، ونداء مثل جماعات الكشافة والجوالة. وفرق الخدمة المختلفة.
يجب أن يقدم شيئا للآخرين، فيمكنه هو أو مجموعته أن يخدم البيئة، أو المجتمع أو العائلة، أو الكنيسة أو الوطن أو السلام العالمي أو مشاريع التنمية أو كل ذلك، ويتفانى في سبيل ذلك.
فهل نستطيع أن نحسن توجيهه إليها، وتشجيعه عليها، بأنه يستطيع أن يساعد الآخرين على ما يسعدهم أو يقدم الخير إليهم، أو تحسين حالهم. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وإلا فسيشعر بالفراغ ثم أحيانا الضياع، والخدمة تربطه بأهداف نبيلة، وبقيم، وبحب الآخرين، وبمثل عليا، فتدفعه إلي التسامي.
لذلك يحسن توجيه الشباب لدراسة مشكلة معينة وكيفية المساهمة في حلها، ثم يتدرج إلي دراسة حالة البيئة التي حوله والارتباط بها، والتفكير الجماعي في طريقة تحسين حالها ومساعدتها على المساهمة في رفع مستوى المعيشة، وهذا يقود إلي المساهمة في مشاريع التنمية البشرية.
وهنا يجب تشجيعه على إمكانية عمل التغيير الاجتماعي رغم صغره، ويجب أن نشعره بقيمته المؤثرة، وأن جهده مع زملائه سوف لا يضيع هباء، بل أن تضافر هذه الجهود ستوصل إلي نتائج طيبة مهما صغرت دائرة العمل أو ميدانه.
لذلك فالشباب ثروة عظيمة للمجتمع يجب حسن توجيهها للاستفادة بها.
ولكن الشباب ثروة وثورة. يمكن أن تبنى ويمكن أن تهدم.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/69nnvy4