العلك فلان الشاب، أو فلان الشيخ؟؟ أو لعلك فلان الفاتن، الذى تجتذب كل لحظ نحوك، أو فلان الذى يتحول كل لحظ عنك... وماذا يعنيني من شبابك وفتنتك، أو شيخوختك أو دمامتك، إذا كنت يومًا شابًا فاتنًا فصرت شيخًا دميمًا متهدمًا!! بل ماذا يعنيني إذا كنت تفيض قسوة وصحة وجمالًا، ثم أصبحت جثة هامدة تفضيض نتنًا وفسادًا!!
.. ألعلك فى كل هذه المراحل، وفى جميع هذه الأطوار لم تكن أنت هو أنت؟
فمن أنت...؟
قد تقول: أنا الذى دان لى العلم، فأنعقد لى فى كل محفل له لواء، أو أنا ذلك الغنى الذى يدين لسلطانه كل سلطان؟ أو أنا غير هذا وذاك...
... أقول ولكنك طارح العلم والجاه وغيرهما عنك يومًا، فتمسى وتصبح جثة إلى جانبى جثة من كان عاطلا من هذه جميعًا، سواء بسواء... فقل لى من أنت؟ إنى لا أريد أن تخبرنى عما يكون لك يوما ثم يولى عنك فتصبح بدونه، كما كنت من قبل... أريد الجوهر الذى لا يتغير، لا العرض الذى يظهر قليلًا ثم يضمحل... فمن أنت فى جوهرك لأن هذا وحده هو أنت؟؟
... بدأت الآن تتجرد من كل ما اصطلح عليه عرف هذا العالم من مظاهر، وزخرف باطل، وأخذت تلتمس ذاتك الإنسانية حيث منبت كل إنسان مثلك، لأنك أنت وكل أحد سواك هو الإنسان... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). استعرضت مولدك ثم نموك فإزدهارك، فانحلالك، ففنائك... ووقفت فاغرًا فاك، ولا تبدى جوابًا... تكاد تقول أنا من أنا؟؟.. أنا تراب وإلى تراب أعود. إذن أنا لا شئ... لأنه ما عسى أن تكون قيمة حفنة ضئيلة من التراب إذا ذريتها فى الهواء!!
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/va8k9wd